شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد نقل السفارة الأميركية.. ماذا تبقى لاستكمال «صفقة القرن»؟

من مسيرة العودة

جاء افتتاح الولايات المتحدة، الإثنين، سفارتها في إسرائيل بمدينة القدس المحتلة في مقر مؤقت بالقنصلية الأميركية، ترتيبا لنقلها من تل أبيب، في خطوة أشعلت مواجهات بين المحتجين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 55 شخصا، وإصابة أكثر من 2700، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، ليفتح باب التكهنات حول بدء تنفيذ «صفقة القرن».

دعم دول عربية

من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق، الشيخ حمد بن جاسم، إن «صفقة القرن» تنفذ خطوة خطوة بدعم وتأييد دول عربية كبرى.

وتوجه الشيخ حمد بن جاسم، في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لهذه الدول العربية، متسائلا: «بالله عليكم ما هو الثمن؟».

وتابع رئيس الوزراء القطري السابق أنه يفترض أن «لا ثمن يساوي التفريط في المقدسات والحقوق الوطنية»، مؤكدا أن موقفه من الحل السلمي واضح ويقوم على حفظ حقوق الفلسطينيين وبموافقتهم.

واعتبر أن العالم العربي دخل في نفق مظلم ليس في هذه القضية فقط رغم أهميتها، لكن في كل القضايا الدولية والمحلية، على حد وصفه. وأضاف أن كل البيانات التي تصدر فهي «رفع عتب، ولكنهم للأسف شركاء في كل ما يجري».

سيناء 

وهناك خطوة أخرى؛ حيث قال مير أورن، المحلل السياسي بصحيفة هآرتس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يفترض خروجه في جولة شرق أوسطية في 23 مايو تشمل السعودية ثم إسرائيل- سوف يحمل في جعبته الكثير من الصفقات العقارية، المتعلقة بتبادل أراض بالمنطقة، وتأجير مناطق أخرى، على حد قوله.

وأوضح أن الفكرة قديمة، عمرها 45 عاما على الأقل، لكن الظروف الآن باتت مواتية لدفعها، مضيفا: «في السعودية، محطة ترامب الأولى، يقترب الأمير الصغير محمد بن سلمان من العرش. الجيل الجديد في بيت سعود، المندفع في سعيه لكبح النفوذ الإيراني في المجال المحيط بالمملكة من العراق وصولا لليمن، يتوقع أيضا أن يعيد اقتراحا مجمدا لتبادل الأراضي يشمل الكثير من الدول، وفقا لسابقة الحدود السعودية والأردنية».

وزعم أنه بالإضافة لعملية تبادل واسعة يخطط لها ترامب بين إسرائيل والفلسطينيين تسبق إقامة دولة فلسطين، سوف تمنح السعودية لمصر موطئ قدم على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، لتضعف بذلك معارضة الجمهور المصري لقرار عبدالفتاح السيسي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مضيفا أن مصر سوف تؤجر لفلسطين، دون الانتقاص رسميا من سيادتها، منطقة ملاصقة لغزة في رفح.

إسرائيل والفلسطينيون

وكانت الصحيفة نفسها قد رددت الكلام نفسه من قبل بقولها: «يمكن على سبيل المثال توسيع الإطار الضيق لتبادل الأراضي المقترح بين إسرائيل وبين الفلسطينيين ليكون صفقة رباعية تتضمن أيضًا مصر التي يمكنها تأجير جزء من سيناء وتضمه لقطاع غزة، والسعودية التي قد تمنح لمصر قطعة من الضفة الشرقية للبحر الأحمر وتحصل على اعتراف بمكانتها ومركزها في الحرم القدسي».

وأضافت: «يمكن أن تنضم سوريا لهذا النادي الرباعي، وتؤجر لإسرائيل قطعة في الجولان، مقابل قطاع بمنطقة الحمه، التي هي منطقة منزوعة السلاح في اتفاقيات الهدنة عام 1949».

من جانبها، دعت صحيفة ماكور ريشون الإسرائيلية، في تقرير سابق لها، نشره موقع nrg، السيسي للتنازل عن سيناء للفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية مقابل الحصول على الكثير من «الشواكل» (الشيكل هو العملة الإسرائيلية ويساوي 2.34 جنيه مصري).

وكتب حجاي سيجال، رئيس تحرير الصحيفة، في مقال بعنوان «هل تقام دولة فلسطينية بسيناء- مقابل المال؟»: «إذا ما ذكرنا قبل نحو عامين تمتم السيسي بكلمات ما حول استعداده لإقامة دولة فلسطينية بسيناء، ظهرت إمكانية أن هذه المسألة أيضا يمكن إنهاؤها معه ومع الفلسطينيين بواسطة أموال مناسبة. الأرض مقابل الشواكل».

مبادرة سلام السيسي

ويدور الحديث عن مبادرة سلام كشفت عنها إذاعة جيش الاحتلال في 8 سبتمبر 2014، وقالت إن عبدالفتاح السيسي طرحها على نظيره الفلسطيني محمود عباس أبومازن لكن الأخير رفضها بشدة.

وتقضي تلك المبادرة بإقامة دولة فلسطينية على أجزاء واسعة من سيناء ، مقابل تنازل الفلسطينيين عن حدود ما قبل 5 يونيو 1967.

ووفقًا للتقرير الإسرائيلي، فإن عبدالفتاح السيسي قدم هذه المبادرة لعباس خلال لقاء جمعهما مطلع سبتمبر 2014 بالقاهرة، وعرض عليه مضاعفة مساحة قطاع غزة 5 مرات داخل سيناء.

وقالت الإذاعة إن الحديث يدور عن خطة صيغت على مدى أسابيع، بدعم أميركي لكن تفاصيلها الكاملة لم تكشف إلا خلال لقاء عباس والسيسي؛ حيث اقترح الأخير اقتطاع 1600 كيلو متر مربع من سيناء وضمها للقطاع، وهناك يتم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تحت حكم أبومازن.

وبحسب التقرير، فإن على أبومازن التنازل عن المطلب الفلسطيني بالعودة لحدود ما قبل 5 يونيو 1967، بالشكل الذي يسهل إيجاد حل لمسألة الحدود بين إسرائيل والفلسطينيين. كما زعم التقرير أن السيسي قال لأبومازن: «عمرك الآن 80 عامًا، إذا لم تقبل الاقتراح- سيفعل ذلك من يأتي بعدك».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023