اختفى دعاة تأييد الضربة الإسرائيلية لسوريا، مع سقوط عشرات الشهداء في فلسطين أمس برصاص الجيش الإسرائيلي وجرح الآلاف على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، دون تحرك صريح وواضح في ظل افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
واستُشهد 55 فلسطينيا وأُصيب 2771 آخرون، أمس الإثنين؛ جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرات السلمية التي انطلقت صباحا باتجاه حدود قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن 55 فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال في أماكن متفرّقة من حدود قطاع غزة.
وأضاف القدرة أن 2771 فلسطينيا أصيبوا برصاص الاحتلال، وبالاختناق؛ جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، بينهم أطفال ونساء.
السعودية تتجنب التدخل
يذكر أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية أعلنت، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية التي نفذتها الدول الغربية في سوريا، في حين تجنبت التدخل لإدانة عمليات القتل الإسرائيلية للفلسطينيين أمس.
وقال المصدر، إن تلك العمليات جاءت «ردا على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا»، وأضاف أن النظام السوري يتحمل «مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية».
الإعلام السعودي حينها حمّل دمشق دور المعتدي بدل الضحية، واعتبرت كل وسائل الاعلام السعودية أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد النظام السوري، كما اعتبرت صحيفة الرياض السعودية أن النظام السوري فهم أنه لم يعد سوى عنوان قابل للزوال، أو بمعنى دقيق لم يعد نظام الأسد يشكل معادلة يمكن أن يكون لها الأثر البارز في تغيير مسار الأزمة السورية أو حتى التأثير فيها.
البحرين تتجاهل
من جانبها، تجاهلت البحرين ما حدث اليوم، رغم أن وزارة الخارجية البحرينية سبق وأعلنت، في بيان، التأييد الكامل للضربات العسكرية في سوريا، وقالت إنها «كانت ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية، ومنع استخدام أي أسلحة محظورة من شأنها زيادة وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية».
هؤلاء اكتفوا بالإدانة
واكتفت كل من مصر والإمارات وتونس بإدانة استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أنهم كانوا من أبرز المؤيدين للقصف الإسرائيلي للأراضي السورية.
وأكد بيان رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرا من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد البيان دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
العدوان الإسرائيلي بموافقة بعض الحكام
وفي هذا الصدد، حمّل الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، دماء شهداء فلسطين في رقبة بعض الحكام العربي بينهم عبدالفتاح السيسي قائلا: «عمليات القتل اليوم معد لها سلفا ومخطط لها، والملاحظ أن قوات الاحتلال تلقت أوامر بالقتل المباشر وبالرصاص الحي دون استخدام وسائل تفريق المسيرات وهناك دراية بعدم تدخل أو رد عربي على ما حدث».
فرحاني أشار، في تصريح لـ«رصد»، إلى أن صفقة القرن تنفذ بكامل حذافيرها، وقريبا سيتم زج حماس في حرب مع إسرائيل، لتطفيش أهالي قطاع غزة من المدينة حتى تفتح مصر أبواب سيناء لهم بدعوة حمايتهم من العدوان، لتبقى غزة خالية منهم وتكون مهيأة إلى الضربة القاضية للمقاومة.