تشهد منطقة الشرق الأوسط انتشارًا كثيفًا للعنف، وازداد مؤخرًا عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي؛ فزوّدت سلطات «الاحتلال الإسرائيلي» قواتها في مرتفعات الجولان ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى، استعدادًا للهجوم الإيراني المحتمل؛ خاصة وأنّ إيران تمتلك قواعد عسكرية في سوريا، بما فيها «تي 4» الجوية التي تعد مرفأ للطائرات دون طيار الإيرانية.
كما تشهد إدلب حاليًا زيادة في أحداث العنف، مع القصف المتواصل للنظام السوري وروسيا على مواقع المتمردين، ومقتل مئات الضحايا المدنيين. بينما تخوض السعودية حربًا ضد الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، وتحوّلت إلى حرب بالوكالة وخلّفت أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث.
هذا ما يراه المختص في شؤون الشرق الأوسط «أوليفير هولمز» في مقاله بصحيفة «الجارديان» البريطانية وترجمته «شبكة رصد»؛ كاشفًا أبرز الجهات الفاعلة في المنطقة وأهدافها والنقاط الساخنة التي يمكن أن يشتعل فيها العنف:
1- إيران
اُتُّهمت مرارًا بمحاولة إيجاد نفوذ لها في سوريا، ومحاولة استكمال محور الهلال الشيعي، وإيجاد ممر بري منها إلى سوريا، التي تدخّلت فيها عسكريًا منذ بدء الحرب الأهلية وأرسلت مستشارين عسكريين لإفادة بشار الأسد، ثم تطوّر التدخل ليصبح بالقوات والمليشيات.
ويعتبر نتنياهو أحد أبرز المنتقدين للوجود الإيراني في سوريا؛ إذ يرى ذلك بمثابة حصار لـ«إسرائيل»، وأنّ إيران تريد أن تمحوها من الوجود؛ وهو ما تحاول فعله بالضبط. وبسبب ذلك؛ نفّذت «إسرائيل» هجمات على مواقع إيرانية في سوريا، وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، أسقطت الدفاعات السورية صاروخين «إسرائيليين» أطلقا داخل سوريا.
2- السعودية
تخوض المملكة حروبًا بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط مع إيران، وتمحورت في سوريا لوقت طويل، واستغلت أكبر ولايتين في المنطقة لإرساء الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة. وفي 2015، تدخلت السعودية في الحرب الأهلية باليمن؛ ما حدا بالحوثيين إلى بدء إطلاق الصواريخ تجاه المملكة منذ العام الماضي.
3- سوريا
مزّقتها الحرب الأهلية بسبب تحرّكات القوى العالمية لدعم الفصائل المعارضة. وفي حملتها الرامية إلى رد ما تعتبره نفوذًا سعوديًا؛ أثبتت إيران نفسها مشاركًا أساسيًا في الحرب، وتنفذ مخططاتها أو المعظم منها عبر المليشيات التابعة لها والموالية لبشار وتنتشر في جميع أنحاء سوريا.
4- لبنان
يعتبر لبنان وحزب الله على وجه الخصوص الأداة التي تستخدمها إيران لتنفيذ أجندتها بعيدًا عن حدودها، وخاضت «إسرائيل» وحزب الله حربًا استمرت شهورًا في عام 2006، وحذّر مسؤولون عسكريون «إسرائيليون» من أنّ إيران تقدم صواريخ وأسلحة إلى الجماعة عبر طريق برية مع سوريا.
5- اليمن
تخوض السعودية والحوثيون حربًا ضروسًا دامت ثلاث سنوات، وتسبّبت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ يطلق التحالف بقيادة المملكة، وبدعم من أميركا وبريطانيا، غارات جوية أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
وبينما لا تعترف إيران بمشاركتها العسكرية المباشرة في اليمن؛ يُعتقد أنّها تدعم الحوثيين. وقالت السعودية يوم الأربعاء إنّ الحوثيين أطلقوا صواريخ عليها لكنها اعترضتها.
6- العراق
عبر تسليح آلاف المقاتلين الشيعة في العراق وتدريبهم، سعت إيران إلى ردع مقاتلي تنظيم الدولة الذين استولوا على أجزاء كثيرة من البلاد التي مزّقتها الحرب عام 2014، ولا تزال هذه الفصائل مسلحة وقوية، بينما تسعى إيران إلى تقوية الحكومة الهشّة في البلاد.
7- تركيا
قال رئيسها «رجب طيب أردوغان» إنّ أميركا «ستخسر في النهاية»؛ بسبب انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، محذرًا من أن تخلق هذه الخطوة أزمات جديدة في المنطقة. وتوتّرت العلاقات التركية الأميركية بسبب المساعدات الأميركية للمليشيات الكردية داخل سوريا وتقاتلها أنقرة.