الأطفال .. من المفترض أنهم أصحاب الوجوه البريئة، والقلوب الصافية، ولكن عندما ننظر للواقع نرى العكس فنرى بعض الأطفال لوثهم المجتمع ودفعهم للإجرام حتى أصبحوا لا يعرفون طريقًا غيره، أو دفعهم للعمل في مهن قاسية على طفولتهم.. ولكن ما العوامل المؤدية لذلك ،وهل هذا يتفق مع المواثيق الدولية التى تؤكد على حقوق الطفل وأين الدور الرقابى للدولة؟
هذا ما حاولنا رصده من خلال التقرير..
انتهاك حقوق الأطفال
يشكو علاء صلاح- محامي في المؤسسة المصرية للنهوض- بأوضاع الطفولة- من احتجاز الأطفال دون 18 عامًا ومحاكمتهم مع البالغين أمام محكمة عامة إلى الآن، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء انتهاك لحقوق الأطفال التي نص علية القانون.
ويقول "صلاح" بلغ عدد الأطفال المحجوزين في الأحداث الأخيرة للسفارة الأمريكية 136 طفلًا وكان يوجد بينهم طفل يعاني من ثقب في القلب، مشيرًا إلى معظم الأطفال الذين تم جمعهم من جامع عمر مكرم والشوارع، ينقسم بين أطفال شوارع وعمالة أطفال وليس لديهم سوابق من قبل.
ويضيف "صلاح" بلغ عدد الأطفال في إحداث العباسية إلى 11طفلًا، و60 في إحداث مجلس الوزراء ، و 11 في محمد محمود .
تقصير النيابة
ويضيف محمد عبد النبي– محامي- إن النيابة خلال الاحداث قامت بتوزيع الأطفال على نيابات وأيام مختلفة وكانت أسمائهم سرية بالإضافة إلى منعهم من الاتصال بأهاليهم، مشيرًا إلى أن النيابة اخلت سبيل الأطفال فيما بعد.
ويرجع "عبد النبي السبب فى محاكمة الأطفال مع البالغين إلى النيابة العامة التي لم تطلب من مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج شهادة ميلاد وذلك لتحديد أعمار الأطفال و تحديد الإجراءات المتبعة بناء على أعمارهم؛ حيث يحظر القانون حجز الأطفال اقل من 15 عاما.
مخالطة المجرمين تؤثر سلبًا
ويؤكد فادى وجدي ميلاد- محامى- على المردود النفسي السلبي على الأطفال من جراء حبسهم مع المتهمين البالغين؛ حيث إن ذلك يجعلهم يتأثروا بالمجرمين، ويتعلموا السرقة، كما يعرضهم للاعتداء الجسدي أو الجنسي.
ويتابع "فادى": من أمثلة تلك النماذج قيام بعض المسجونين باستخدام الأطفال على بلع قطعة بانجو موضوعة داخل كيس بلاستيك لتهريبه من حراس السجن ويقوم بعد ذلك باستخراجه منهم عن طريق أدواية معينة"، مشيرًا إلى إن كل ذلك يتزامن مع توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لمحاكمة الأطفال إمام محكمة خاصة.
ويتفق معه نائل سودة، أستاذ في علم الاجتماع قائلًا "إن احتجاز أو حبس الأطفال مع البالغين يؤثر سلبًا على سلوكياتهم وينتهك حقوقهم؛ حيث يعرضهم للاعتداءات الجنسية و الجسدية ، كما يجعلهم يقوموا بنفس الممارسات الإجرامية التي يقوم بها الكبار كمحاولة منهم لتقليد سلوكهم".
ويرى"نائل" ان السجون لا تخضع لرقابة قانونية فعالة، مطالبا بضرورة مراقبة المؤسسات التشريعية مثل مجلس الشعب او جمعيات حقوق الانسان للسجون .
إجرام الأطفال مرضى
ومن جانبه، يوضح يسرى عبد المحسن – أ ستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة- أن الأطفال دون 12 عامًا يتأثروا بشكل أكبر بالعديد من الأمراض النفسية كالشعور بالضياع، والإحباط، والاكتئاب، ونوبات الفزع والخوف، والوقوع في الحيرة مما يجعلهم غير مدركين لأسباب الادانة.
ويعتبر"عبد المحسن" حبس الأطفال في ذلك السن بمثابة تعسف ضدهم ، وظلم شديد، مؤكدًا أن ذلك يولد بداخلهم سلوك "سيكوباتي" معادي للمجتمع يجعلهم يميلون للعدوانية مع الاخرين .