احتفلت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، مساء الثلاثاء، بذكرى النكبة وما أسمته «عيد الاستقلال» الـ70، وأثارت تلك الاحتفالية جدلا واسعا؛ بعد حضور ممثلين عن الحكومة المصرية ودبلوماسيين.
وأصدرت الخارجية الإسرائيلية، بيانا، مساء أمس، قالت فيه: «أجرت السفارة الإسرائيلية في مصر هذا المساء مراسم استقبال بمناسبة عيد الاستقلال الـ70 لدولة إسرائيل في فندق ريتز كارلتون في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية، وحضر المراسم لفيف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلون للحكومة المصرية».
وتابع البيان: «استمتع الضيوف بعشاء إسرائيلي خاص أعده الشيف شاؤول بن أديريت مع فريق طهاة الفندق».
ونقلت الخارجية عن سفيرها، دافيد جوبرين، في الحفل، قوله: «الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثالا لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع حتى يومنا هذا. ومع ذلك نحن اليوم في أوجّ معركة السلام. هذه المعركة تستوجب التغيير الواسع في الوعي والإدراك وتحتّم خلق جو يسوده التسامح والتعارف على الآخر والصبر. لا شك في أن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة ومستمرة ولكنها ضرورية لجعل السلام ينتشر ليس فقط بين الحكومات بل يعمّ أيضا بين الشعوب».
وتابع السفير: «نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل: لا تعتبر عدوا بل شريكا في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة واقع يستند الى الاستقرار والنمو الاقتصادي. وكان الاعتقاد يسود في الماضي أن التعاون في مجال معيّن يأتي بالضرورة لصالح طرف على حساب الطرف الثاني ولكن مع مرور الوقت أدركنا أنها ليست بالضرورة «لعبة خاسرة» بل وجدنا في أوجه التعاون المختلفة ثمارًا يربح منها الجميع. وتشكل اتفاقية الغاز التي تم التوقيع عليها مؤخرا والتي تخدم مصالح الطرفين دليلا على هذه الثمار. ويبقى الأمل أن تفتح الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى».
أجرت السفارة الإسرائيلية في مصر هذا المساء مراسم استقبال بمناسبة عيد الاستقلال ال70 لدولة إسرائيل في فندق ريتز كارلتون…
Publiée par إسرائيل في مصر sur mardi 8 mai 2018
استنكار على استحياء
أثار الاحتفال ردود فعل واسعة، واستنكارا بالغا، خاصة أن هذه الاحتفالية تحدث للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، بحضور دبلوماسيين ورجال أعمال وممثلين للحكومة المصرية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق، أنه كانت هناك ردود فعل احتجاجية رافضة لاحتفالية إسرائيل، إلا أنها ليست على المستوى المأمول أو المطلوب تجاه الحدث الذي يحدث للمرة الأولى في مصر، لافتا إلى أن هناك بيانات قليلة صدرت، بالإضافة إلى وجود فعاليات محدودة.
وأضاف، في تصريح لـ«عربي21»، أن «هذه الاحتفالية بمثابة إهانة ووقاحة غير مسبوقة لنا جميعا، ولا بد للشعب أن يرد هذه الإهانة، مشيرا إلى أنها تخالف الأعراف الدبلوماسية التي تحتم على البعثات الدبلوماسية احترام مشاعر وتقاليد وأعراف الدولة التي تتواجد بها، وهو ما لم يحدث».
ووصف الكاتب الصحفي وائل قنديل، الاحتفالية بـ«يوم العار»، قائلا، في تغريدة على «تويتر»: «19 نوفمبر 1977 السادات في الكنيست الإسرائيلي، 17 سبتمبر 1978 توقيع كامب ديفيد، 8 مايو 2018 إسرائيل في ميدان التحرير، أيام العار الثلاثة». وعلق جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة المصريون على «تويتر»: «الإسرائيليون يحتفلون بذكرى اغتصابهم فلسطين في ميدان التحرير، معززين مكرمين، آمنين مطمئنين، لكن ثوار يناير الذين احتشدوا في الميدان نفسه رافعين علم فلسطين كانوا يتهمون بأنهم عملاء لإسرائيل؟!».
دعوات رسمية
ووجهت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، الدعوة لعدد من الشخصيات في مصر؛ لحضور الاحتفال بذكرى إقامة الدولة العبرية، وهو اليوم الذي يتزامن مع النكبة العربية الفلسطينية في عام 1948، بفندق ريتز كارلتون المطل على نيل القاهرة.
ووجهت دعوات رسمية للدبلوماسيين ورجال الحكومة، وشملت الدعوات كلا من رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، ووكيليه السيد الشريف وسليمان وهدان، ورئيس ائتلاف الغالبية (دعم مصر)، محمد السويدي، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار علاء عابد، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، اللواء السابق كمال عامر، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، طارق رضوان، ووكيل اللجنة، كريم درويش، ورئيس لجنة الصناعة، أحمد سمير.
كما ضمت الدعوات رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان، لواء الشرطة السابق سعد الجمال، ووكيل اللجنة أحمد فؤاد أباظة، ورئيس حزب الوفد واللجنة التشريعية بهاء الدين أبوشقة، ورئيس اللجنة الاقتصادية ونائب رئيس ائتلاف الغالبية عمرو غلاب، ورئيس لجنة الشباب والرياضة محمد فرج عامر، ورئيس لجنة الثقافة والإعلام وزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل، حسب العربي الجديد.
وحذر الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، الثلاثاء، من تلبية دعوات حضور الحفل، مشيرا إلى أن المجلس له قرار في ذلك فيما يخص النواب، وأنه لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للائحة ضد النواب الذين يخالفون ذلك وقال: «فليتحمل كل عضو مسؤوليته».
وكان مصطفى بكري، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، كشف عن توجيه السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، الدعوة لـ100 نائب بمجلس النواب؛ للمشاركة في احتفالها بإقامة الدولة العبرية الذي يوافق ذكرى النكبة العربية الفلسطينية.
وردا على ورورد أسماء صحفية بالدعوات أسماء، صرح عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، بأن مجلس النقابة يرفض مشاركة أي صحفي في احتفالية عيد الاستقلال التي تنظمها سفارة إسرائيل بالقاهرة في أحد الفنادق، الثلاثاء.
وقال سلامة، في تصريح لمصراوي، اليوم، إن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والتأديبية ضد أي صحفي يشارك في هذه الاحتفالية وفقا لقرارات الجمعية العمومية.
من جانبه، قال محمد خراجة، عضو مجلس نقابة الصحفين، إن مجلس النقابة سيطبق قرارارت الجمعية العمومية بشكل قاطع على أي صحفي يشارك في الاحتفالية، وأن الجميعة العمومية التاريخية التي عقدتها نقابة الصحفيين قررت بشكل قاطع منع أي شكل من أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل، ومن ثم فإن ما تنظمه السفارة الإسرائيلية ليس باحتفالية لعيد الاستقلال، ولكن احتفالية على جثث شهداء فلسطين المحتلة.
وشدد خراجة، على أن مجلس النقابة سيحيل أي صحفي يشارك في هذه الاحتفالية للتأديب داخل النقابة، وتوقيع عقوبات عليه بحسب ما قررت الجمعية العمومية.
وأثارت تلك الاحتفالية في فندق ريتز كارلتون، جدلا واسعا واستنكارا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع تنظيم الاحتفالية في ميدان التحرير «ميدان الثورة»، وجاءت التعليقات كالتالي:
لن يصدَّقَ ميدانُ التحرير أنّ نكبةَ الشعبِ الفلسطينيِّ عيد. لن يُصدِّقْ. #النكبة #احتفال_السفارة_الإسرائيلية_في_ميدان_التحرير
— مريد البرغوثي (@MouridBarghouti) May 8, 2018
١٩ نوفمبر ١٩٧٧ السادات في الكنيست الإسرائيلي
١٧ سبتمبر ١٩٧٨ توقيع كامب ديفيد
٨ مايو ٢٠١٨إسرائيل في ميدان التحرير
أيام العار الثلاثة.— wael kandil (@waiel65) May 8, 2018
١٩٤٨: حارب المصريون الصهاينة لمنعهم من إنشاء (دولة الاحتلال) على أرض فلسطين العربية
٢٠١٨: يحتفل الصهاينة بذكرى إنشاء (دولة الاحتلال) في قلب القاهرة؛ عاصمة الأمة العربية#تواريخ pic.twitter.com/S7ihAVd9bA— أيمن الصياد a_sayyad (@a_sayyad) May 8, 2018
ومن أجل ذلك تم سحق ثورة وثوار
من عسكر مصر
حتي يكون ميدان التحرير جاهز لإحتفال حلفائهم الأسود …!!
#بعيدا_عن_الهري pic.twitter.com/UC2iiIyx3V— Haytham Abokhalil (@haythamabokhal1) May 8, 2018
إسرائيل تحتفل "بنشأتها" و"نكبتنا" في ريتز كارلتون المطل على #ميدان_التحرير.
الرسالة واضحة pic.twitter.com/qQ7NuYf570— Hosam yahia (@HosamYahiaAJ) May 8, 2018
بعد أن علقوا المشانق لعباره عزيزي بيريز أين ردة فعلهم من احتفال السفارة الإسرائيلية بعيد الإستقلال امس بجوار ميدان التحرير؟؟؟؟؟؟
— 🇪🇬 مصري حر 🇪🇬 (@Yywws) May 9, 2018
الإسرائيليون يحتفلون بذكرى اغتصابهم فلسطين في ميدان التحرير ، معززين مكرمين ، آمنين مطمئنين ، لكن ثوار يناير الذين احتشدوا في الميدان نفسه رافعين علم فلسطين كانوا يتهمون بأنهم عملاء لإسرائيل ؟!!!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) May 8, 2018
وأصدرت ادارة الفندق، بيانا رسميا، مساء الثلاثاء، للرد على الهجوم عليه بعد استضافته حفل «عيد الاستقلال» لإسرائيل.
وقالت إدارة الفندق، في بيانها: «نحن شركة ضيافة متخصصة بتوفير مرافق للإقامة الفندقية والفعاليات، ونسعى إلى تقديم بيئة مضيافة ترحب بالجميع».
وتابع البيان: «لا تمثل موافقتنا على الحجوزات باختلاف أنواعها تأييدنا أو دعمنا لأي مجموعة أو فئة من الناس».