تحت عنوان «لماذا تسمح روسيا بقصف إسرائيل لسوريا؟»، نشرت صحيفة «سفوبودنايا بريسا» تقريرا حول احتمال تأزم علاقات طهران مع موسكو؛ بسبب تساهل موسكو مع تل أبيب.
وأشار التقرير، الذي نشرته وكالة «روسيا اليوم»، ابتداء، إلى الغارات العديدة (5 غارات) التي شنها الطيران الإسرائيلي على أهداف إيرانية بسوريا.
وتوجهت الصحيفة بالسؤال للخبير العسكري الأسترالي روجر شانهان، الذي أشار إلى أن «الوضع أكثر تعقيدا بكثير مما يبدو للوهلة الأولى. ويعود ذلك إلى الدور الذي تلعبه روسيا».
وقال الخبير العسكري: «يمكن لإسرائيل أن توجّه ضربات لمواقع في سوريا، لكنها لن تفعل ذلك إطلاقا في المواقع المحظورة؛ فدخول الطائرات الإسرائيلية إلى تلك المواقع مرهون بموافقة الدول التي تتحكم بأجزاء من الأجواء السورية. وفي الوقت الراهن، على إسرائيل تقديم بيانات كاملة عن هذه المواقع للدول المسيطرة، وهي روسيا والولايات المتحدة وتركيا. إلا أن المناطق التي تسيطر عليها تركيا قليلة الشأن بالنسبة لإسرائيل، لذلك لا يجري الحديث بعد عن أية اتصالات. أما مع روسيا والولايات المتحدة، فكثيرا ما تجري الاتصالات».
ويضيف «شانهان»: «على الجميع أن يفهموا أن المقاتلات والصواريخ حتى في سوريا المدمرة لا تطير ببساطة. ففي كل مكان ترصدها الجهة صاحبة المصلحة. وهذا يفسر لماذا لم تتمكن إسرائيل من إنزال ضربة مفاجئة. ويمكن الثقة بنسبة 99% بأن روسيا كانت على علم بالضربة الإسرائيلية لمطار التيفور وغيره من المواقع. هذا يعني أن روسيا لسبب ما لا تزود إيران بالمعلومات التي تحصل عليها».
وحين سألت الصحيفة الخبير العسكري الأسترالي: ولكن لماذا تفسد روسيا بذلك علاقاتها الجيدة مع إيران؟ أجاب: «النفوذ الإيراني (في سوريا) بات أكبر مما ينبغي. وإيران، بخلاف روسيا، تتدخل في العمليات السياسية في المناطق التي تقع تحت سيطرة السلطة، وهذا يعني أن الأسد، عاجلا أم آجلا، سيعمل أكثر في مصلحة إيران. ويعني أن أولئك الذين ساعدوا النظام على البقاء سيتم الاستغناء عنهم، وفي إيران يفهمون ذلك».
وبسبب هذه المعطيات، ينتهي الخبير الأسترالي إلى القول: «في المستقبل، يمكن أن تعقد صفقات جديدة، لكن بلدانا جديدة ستعقدها، وانطلاقا من ذلك، يمكن توقع درجة من الفهم المشترك حتى بين روسيا والولايات المتحدة في الشأن السوري».