طالب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بألا يقرر إنهاء الاتفاق النووي الإيراني، مضيفًا إن الاتفاق به نقاط ضعف لكن يمكن حلها مع الوقت.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني في مقال رأي في صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاتفاق النووي «به نقاط ضعف بالتأكيد، لكنني مقتنع أن بالإمكان إصلاحها»، مضيفا: «وفي هذه اللحظة تعمل بريطانيا مع إدارة ترامب وحلفائنا الفرنسيين والألمان لضمان إصلاحها»، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وذكر جونسون إنه لا يرى مميزات في خسارة القيود التي يفرضها الاتفاق على طموحات إيران النووية، مؤكدًا أن طهران ستكون المستفيد الوحيد من الخروج من الاتفاق، قائلًا: «في هذا المنعطف الحساس سيكون من الخطأ الانسحاب من الاتفاق النووي ورفع القيود التي يفرضها على إيران».
وأضاف: «أعتقد أن الإبقاء على القيود التي يفرضها الاتفاق على برنامج إيران النووي سيسهم كذلك في التصدي لسلوك إيران العدواني في المنطقة. أنا على ثقة من أمر واحد: كل بديل متاح أسوأ. المسار الأكثر حكمة سيكون تحسين القيود بدلا من كسرها».
موقف ألمانيا وفرنسا
وتعهدت ألمانيا وفرنسا اليوم الاثنين، بالالتزام بالاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية عام 2015.
وذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن العالم سيكون أقل أمنا في حالة إلغاء الاتفاق، مضيفا أن الاتفاق جعل العالم أكثر أمنا وأن هناك مخاطر من التصعيد في حالة إلغائه.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مؤتمر صحفي مع ماس خلال زيارته برلين: «لا نعتقد أن هناك ما يبرر الانسحاب من هذا الاتفاق وسنظل نحاول إقناع أصدقائنا الأمريكيين به»، مشيرًا إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبقيان على الاتفاق النووي بغض النظر عن قرار الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لأن هذا هو السبيل الوحيد لحظر الانتشار النووي.
وقال ماس: «سنتعامل مع القرار الأمريكي لكننا ومثلما قال جان إيف نريد الالتزام بهذا الاتفاق»، مشيرًا إلى أنه تم تقديم «مقترحات جيدة» خلال الأسابيع القليلة الماضية.
الموقف الإيراني
ذكرت وكالة رويترز أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الاثنين، قد لمح إلى أن طهران يمكنها الالتزام بالاتفاق النووي، حتى إذا انسحبت الولايات المتحدة منه، مؤكدًا أنها ستقاوم بضراوة الضغوط الأميركية.
وأوضح روحاني أن طهران كانت تعد نفسها لكل الاحتمالات بما في ذلك الاستمرار في الاتفاق دون الولايات المتحدة، ليظل شاملًا الموقعين الأوروبيين بالإضافة إلى الصين وروسيا، أو إلغاء الاتفاق برمته.
وقال الرئيس الإيراني في الخطاب الذي قام ببثه التلفزيون الرسمي: «لسنا قلقين بشأن قرارات أمريكا المجحفة، نحن مستعدون لكل الاحتمالات ولن يحدث أي تغيير في حياتنا في الأسبوع المقبل».
وأعلن روحاني: «إذا تمكنا من الحصول على ما نريد من الاتفاق بدون أمريكا فإن إيران ستظل ملتزمة بالاتفاق. ما تريده إيران هو أن يضمن الموقعون غير الأمريكيين مصالحنا، في هذه الحالة فإن التخلص من الوجود الأمريكي المؤذي سيكون مناسبا لإيران».
وتابع: «إذا أرادوا التأكد من أننا لا نسعى لامتلاك قنبلة نووية فقد قلنا لهم مرارا وتكرارا أننا لا نسعى ولن نسعى… لكن إذا ما أرادوا إضعاف إيران والحد من نفوذها سواء في المنطقة أو العالم فستقاوم إيران بضراوة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد هدد بالانسحاب من الاتفاق ما لم تصلح الدول الأوروبية الموقعة عليه ما اعتبره عيوبا تشوبه بحلول 12 مايو.
ويذكر أنه بموجب الاتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وافقت طهران على تقييد برنامج تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي تم رفع معظمها في يناير 2016.