قال صندوق النقد الدولي، إن تأخر مصر في مواصلة تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بتخفيض دعم الطاقة، يمكن أن يؤدي إلى تعريض الموازنة العامة لمخاطر ارتفاع أسعار النفط العالمية.
ويقدر مشروع الموازنة العامة سعر برميل البترول عند 67 دولارا في العام المالي المقبل 2018/2019 مقابل 55 دولارا في العام المالي الجاري.
وتدور حاليا أسعار خام برنت العالمي حول 74 دولارا للبرميل حاليا.
ويبدأ العام المالي في البلاد مطلع يوليو حتى نهاية يونيو من العام التالي، وفقا لقانون الموازنة العامة، وخلال العام المالي الماضي 2016-2017، خفضت مصر دعم الوقود مرتين بنسب متفاوتة في إطار الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الأناضول.
ويقدر مشروع الموازنة العامة المصرية خفض دعم الوقود بنسبة 26.3 بالمئة في العام المالي المقبل، وأضاف ديفيد ليبتون، النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي، في بيان صادر مساء السبت، «أن مصر لا يسعها التأخر في جهود خلق فرص العمل».
وأشار ليبتون، إلى أنه مع حلول عام 2028 سيرتفع عدد السكان في مصر ممن هم في سن العمل بنسبة قدرها 20 بالمئة، الأمر الذي سيؤدي إلى بلوغ حجم القوى العاملة 80 مليون مصري بعد 10 سنوات فقط، مؤكدا أن «خلق فرص العمل لكل هؤلاء المواطنين هو حتما أكبر تحد اقتصادي أمام مصر»، وأوضح الصندوق أن مصر، حال الاستفادة من قدرات الشباب، يمكن أن تحقق معدل نمو يتراوح بين 6 و8 بالمئة.
وأكد الصندوق أن توفير فرص أكبر لجميع المصريين يتطلب «تقوية النشاط الاقتصادي بقيادة القطاع الخاص وتعزيز الانفتاح للتمكن من زيادة الاستثمار وزيادة الصادرات».
ويزور وفد من صندوق النقد الدولي مصر حاليا؛ لإجراء المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي حصلت بموجبه على 6 مليارات دولار من إجمالي القرض البالغ 12 مليار دولار. ويشدد الصندوق على أن مصر بحاجة إلى سياسات تشجع على نمو قطاع خاص يتمتع بالعافية، بما في ذلك تهيئة مناخ أعمال تتسم فيه قواعد اللعبة بالبساطة والشفافية.
ودعا الصندوق إلى «تخفيف بصمة القطاع العام في الاقتصاد، خاصة في قطاعي الأعمال والتجارة، لإتاحة حيز لنمو القطاع الخاص وتخفيف الضغوط الواقعة على رواد الأعمال من دخولهم منافسة لا يمكنهم الفوز فيها مع القطاع العام».
وأكد على أهمية «إقامة نظام اقتصادي قائم على العدالة وخال من الفساد».
واعتبر الصندوق أن «هذا هو الوقت المناسب لكي تعمل مصر على تسريع الخُطى نحو النمو وخلق فرص العمل، في ضوء توقعات بنمو الاقتصاد العالمي بنحو 3.9 بالمئة خلال العام الجاري والعام المقبل».
وأشار إلى أن الآفاق متوسطة الأجل تتسم بقدر أكبر من عدم اليقين، متوقعا ارتفاع أسعار الفائدة، وأجواء عدم اليقين التي تخيم على نظام التجارة العالمية، ما يعني أن الأوضاع ستصبح أقل إيجابية في وقت ما.
وقال الصندوق، إن سيطرة البنك المركزي المصري على السياسة النقدية مكنت من احتواء الآثار الجانبية لانخفاض سعر صرف الجنيه، وارتفاع أسعار الوقود، وتطبيق ضريبة القيمة المُضافة.
كان المركزي المصري، رفع أسعار الفائدة الأساسية بنسبة 7 بالمئة على 3 مرات منذ تعويم الجنيه في 3 نوفمبر 2016 لتصل إلى 18.75 بالمئة للإيداع و19.75 بالمئة للإقراض.