اليوم الجمعة الموافق 19/10/2012 فى احدى قاعات المدينة لتعليمية بمدينة اكتوبر ينعقد المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة فى اجتماع غير عادى ليصوت على قبول استقالة السيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية من رئاسة الحزب ، وفى حال الموافقة يتم انتخاب رئيس يحل محله من بين المترشحين للرئاسة ، السيد الدكتور عصام العريان والسيد الدكتو محمد الكتاتنى .
ولأول مرة فى تاريخ السياسة الحديثة يتفاجأ المؤتمر بدخول المتنافسان على رئاسة الحزب وكل منهما يأخذ بيد الآخر ويرفعانها عاليا ليعلنا للعالم أنه وإن كانت منافسة إلا أنها فى ظل الحب فى الله والأخوة الصادقة ، فإذا بالقاعة ترد على ذلك المشهد بشعار الثورة الخالد ( ايد واحدة ايد واحدة ) ثم يتبع ذلك هالة من التصفيق اعجابا من المؤتمر بالمشهد وثناءا على صانعيه .
تجرى الانتخاب ، فلاتنابذ بالالقاب ، ولاصياح ، ولا تشكك او تشكيك ، فى ظل جو من النظام الرائع ، لم يتخلله اى توجيه من المنصة للمؤتمر من أجل التنظيم سوى مرة واحدة لما تدافع اعضاء المؤتمر للادلاء بأصواتهم قالت لهم المنصة على كل منكم ان يجلس فى مقعده حتى لايتزاحم الجميع .
تم ساعة وقليل ، ثم يقف رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات ليعلن النتيجة من واقع محاضر فرز الصناديق ، صندوق صندوق ، حتى فرغ ، وقبل ان يعلن النتيجة النهائية تفاجأ المؤتمر بالدكتور عصام العريان والدكتور محمد سعد الكتاتنى الذى ترجح فوزه يقفان جنبا الى جنب ويمسك كل منهما بيد الآخ ويرفعانها عاليا ، ليرد المؤتمر عليهما فى جو من التصفيق ( ايد واحدة ) هنكمل المشوار .
وبعد ان ينتهى ئيس اللجنة من اعلان النتيجة يخلى المنصة لرئيس الحزب المنتخب الدكتور محمد الكتاتنى ليقول كلمته ، واذا به يثنى على موقف اخيه الدكتور عصام العريان ، ويقول انه قامة كبيرة ، وسياسى ائع ، تعلمنا منه داخل الحزب ، وسوف نستفيد منه ، لأننا سنبنى الحزب معا ، فإذا بالمؤتمر يبادل الرئيس بالشعار ( بنحبك ياعصام ، بنحبك ياعصام ) ثم التصفيق المتتابع الذى لايكاد أن يتوقف .
هذا الذى يحدث ، انما هو ثمرة تربية مدرسة الاخوان المسلمين ، التى ربت ابناءها على اركان بايع كل فرد فيها الله على أن يعمل بها ، منها الاخلاص ، وهو أن يقصد الأخ بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله ، وابتغاء مثوبته ، دون نظر الى مغنم أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر ، حتى يكون جندى فكرة وعقيدة لاجندى غرض ومنفعة .
والاخوة ، وذلك بأن يى الأخ اخوانه اولى بنفسه من نفسه ، وأنه لن يكون بغيرهم ، وهم يمكن أن يكونوا بغيره ، وأدناها سلامة الصدر ، وأعلاها الايثار .
هذا مانريد نحن الاخوان المسلمين ، فى حزب الحرية والعدالة ، أن نعيده الى امتنا ، فهما وروحا وسلوكا ، لأنه هو الأضى لله ، وهو العبودية التى خلقنا الله من أجلها ، وتلك هى التربية التى حرم منها شعب مصر سنين طويلة ، وتلك هى النماذج التى يتم التظاهر الآن فى ميادين مصر ضدها ، انها ايام عمر ضاعت من شعبنا ، بل هى سنوات الفرص الضائعة ، تقبل الله منا ومنكم .
