دعا برلمانيون إلى عزل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بسبب قراره الخاص بتعريب التعليم في المدارس التجريبية بدءًا من العام الجديد 2019، ومعاملتها كالمدارس الحكومية؛ ما فجّر موجة من الغضب، خاصة بين أولياء الأمور.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي إنّ «المدارس التجريبية ستُمتصّ في النظام التعليمي الجديد، وسنُبقي على المدارس التجريبية لعام واحد. لكن، لن تكون هناك مدارس تجريبية بعد عام 2019»، وأضاف أنّ «المدارس التجريبية ستتحوّل إلى نظام (تعليم 2)، وستتحول ميزتها إلى انخفاض الكثافة وزيادة المعامل ومعلمين أفضل إعدادًا، وسنبحث عن توفير مزايا مقابل المصاريف التي تُدفع؛ لكن ليس على حساب الجوهر».
الأمور تسير للخلف
وقال البرلماني عبدالرحمن البرعي، أثناء ظهوره ببرنامج «الجمعة في مصر» على قناة إم بي سي مصر، إنّ «الوزير قعد 14 شهرًا يعرض علينا النظام ومحدش كان فاهم منه حاجة، لحد ما جه تقرير البنك الدولي اللي وضح النظام»، مضيفًا أنّ قيادات التعليم، على رأسهم الدكتور رضا حجازي، لا يتحدّثون مطلقًا عن النظام التعليمي الجديد؛ و«همّا غالبًا مش مقتنعين ولا يعرفوا حاجة عنه. المعلومات يستمدوها مثلنا من وسائل الإعلام».
كما شدّد على استحالة تطبيق النظام في سبتمبر المقبل؛ لصعوبة إصدار القانون المُقرّ له في هذه المدة القصيرة، وأضاف أنّ «تطبيق النظام في سبتمبر المقبل خيال علمي»، و«منذ مجيء الوزير والتعليم في تدهور مستمر، والأمور تسير للخلف، وكل تصريحاته لا تخرج عن كونها وهمًا وخيالًا علميًا لا يصلح تطبيقه في الواقع»، مطالبًا بإقالته والبحث عن شخصية جديرة بتولي هذه المهمة الثقيلة.
ودعا النائب البرلمانيُّ الوزيرَ إلى البحث عن أزمات التعليم وحلّها بدلًا من إلغاء الجزء الناجح في المنظومة؛ مؤكّدًا أنّ تنفيذ مثل هذه القرارات سينتج عنها إضافة أعباء جديدة على المواطنين.
البرلمان آخر من يعلم
كما استنكر «البرعي» تجاهل الوزير لمناقشة مجلس النواب بشأن منظومة التعليم الجديدة، قائلًا إنّ «تفاصيل النظام يُعلن عنها في المؤتمرات الصحفية أولًا ثم تُعرض على مجلس النواب»!
واتفق معه في الرأي مصطفى كامل حسين، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، وقال إنّ اللجنة تحصل على خطة وزير التربية والتعليم من تصريحاته في وسائل الإعلام؛ فهو يُطلق تصريحات ويتراجع عنها في ثاني يوم.
وأضاف أنّ اللجنة ستعقد اجتماعات مع خبراء التعليم وكل من له صلة بالمجال، من مدرسين وطلاب؛ للتعرّف على رأيهم في هذه الخطة؛ وإذا استمرّ الوزير في تجاهل البرلمان فسيُطالب بإقالته.
تغيير وزاري
وبيّن سعيد حنفي، عضو مجلس النواب، أنّ الوزير يريد تقديم خطّة جديدة في مجال التعليم؛ لكنها ليست مناسبة، و«هجوم أولياء على القرار خوفًا على مستقبل أولادهم».
وأضاف أنّ البرلمان سيناقش قرار الوزير في الأيام القادمة؛ للتوصّل إلى حلّ مناسب، وإرضاء جميع الأطراف، والحدّ من حِدّة هذه الهجمة، منوهًا بأنّ الحكومة بأكملها ستُغيّر في المدة المقبلة.