يترقّب المجتمع الدولي حالة الشد والجذب السياسي والعسكري بين إيران و«إسرائيل»، التي وصلت إلى التهديد بنشوب حرب قريبًا؛ لا سيّما أنّ هذا ما تنذر به التحرّكات العسكرية وتصريحات مسؤولي الدولتين التي هددوا فيها بقصفٍ على تل أبيب وحيفا وتسويتهما بالأرض. فكيف سيكون مشهد الحرب المحتملة بينهما؟
وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين الثلاثاء الماضي إنّ «إسرائيل» تستعدّ لتنفيذ عمل عسكري محتمل ضد إيران، وطلبت دعم أميركا ومساعدتها في هذا العمل المحتمل. مضيفين أنّ «قصف إسرائيل لمدينة حماة (غربي سوريا) الأحد الماضي أسفر عن مقتل 24 عسكريًا إيرانيًا؛ ما يعدّ مؤشرًا على تحرّكها نحو القيام بعمل عسكري محتمل»، واعتبروا ذلك مؤشرًا «لإمكانية اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران».
وأعلن الناطق باسم الجيش الصهيوني «أفيخاي أدرعي» في فبراير الماضي أنّ طائرة إسرائيلية مقاتلة من طراز «إف 16» سقطت شمال «إسرائيل» نتيجة استهدافها بنيران الدفاعات الجوية السورية؛ بعدما قصفت مطار «تيفور» قرب تدمر، ردًا على إرسال طائرة إيرانية دون طيار قال إنها اخترقت «الأجواء الإسرائيلية».
التهديد الأعنف
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء نصر سالم إنّ «التهديد الأعنف على إسرائيل في المواجهة المرتقبة يكمن في الصواريخ الإيرانية (أرض– أرض)، فالطرازان اللذان تمتلكهما إيران (شهاب 3) الذي يزيد مداه على 1.300 كيلو متر، وصواريخ (جدير) التي يبلغ مداها 1.600 كيلو متر، يمكنهما إلحاق خسائر فادحة لإسرائيل».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ الطرازين يمكنهما حمل رؤوس حربية ضخمة؛ إذ يستطيع صاروخ «شهاب 3» على سبيل المثال حمل رأس حربية يصل وزنها إلى طن، بينما يستطيع الصاروخ «جدير» حمل رأس حربية تزن 750 كيلوجرامًا؛ ومن الممكن إطلاق الطرازين من مئات المنصات المنتشرة في مختلف المواقع الإيرانية.
وأوضح أنّ التهديد الأكبر لـ«إسرائيل» يعود إلى احتمالات تسليح إيران لهذه الصواريخ برؤوس حربية كيميائية أو بيولوجية؛ بينما ستلجأ إلى الرد الجوي؛ خاصة وأنّها متفوّقة على إيران في هذا السلاح، ومن المستبعد إذا ردّت إيران على ضربة إسرائيلية محتملة أن تعتمد على طائراتها الحربية، ولا حتى على طائرات دون طيّار؛ فطراز الطائرات الإيرانية «سوخوي 24» لن يقوى على ضرب أهداف بعيدة المدى دون تزويد الطائرات بالوقود في الطريق للهدف، إضافة إلى أنّ آليات الطائرات من دون طيّار الإيرانية ليست متقدمة بما يكفي.
الرد البحري
وتمتلك إيران غواصات روسية؛ لكنها ستواجه ردودًا من صواريخ «بحر بحر» المتقدمة، التي يمتلكها سلاح البحرية الاحتلالي؛ لذلك لا يستبعد الخبراء غي حالة الحرب أن يطلقها الإيرانيون من مياه البحر الأبيض عبر سفينة.
ويرى مراقبون أنّ منظومات الدفاع الصاروخية الإسرائيلية «السهم» و«القبّة الحديدية» و«العصا السحرية» لن تتمكن من إحباط هجمات طهران إذا قرّرت قصف منشآتها النووية.
القوة البشرية
عدد سكان إيران أكثر من 81 مليون نسمة، وتجنّد أكثر من مليوني شخص في أيّ وقت، ولديها قوات عسكرية ثابتة (رسمية) جاهزة للدفاع عن حدودها وأمنها وسيادتها في أيّ مكان؛ بينما لا يتجاوز عدد السكريين الاحتلاليين 166 ألف فرد.
كما تخصّص إيران سنويًا نحو 6.3 مليارات دولار لتطوير قدراتها العسكرية، بينما ينفق الكيان الصهيوني أكثر من 23 مليار دولار في هذا المجال.
وتملك إيران أيضًا أكثر من 400 طائرة مقاتلة متطورة و128 طائرة عمودية (هليكوبتر) من مختلف الصنوف، بينما يملك الكيان الاحتلالي مائتي مقاتلة و143 هليكوبتر من مختلف الصنوف أيضًا.