قالت صحيفة «جلف نيوز»، في تقرير لها ترجمته «شبكة رصد»، إنّ معدّلات الإصابة بالسرطان ترتفع بوتيرة سريعة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا الإمارات العربية المتحدة؛ ففيها 4500 حالة كل عام، وفقًا لآخر إحصائية لوزارة الصحة بأبو ظبي؛ وتتراوح بين سرطان الثدي والقولون والمستقيم والرئة.
ووفقًا لمؤشرات الأداء الرئيسة للسرطان الواردة في جدول أعمال الصحة الوطنية 2021، واستنادًا إلى أرقام عام 2013 المقدّمة من منظمة الصحة العالمية؛ تسجّل حالات السرطان 78 حالة وفاة لكل عشرة آلاف شخص.
وقالت المنظمة العالمية إنّ البلدان لا تتساوى في معدّلات الإصابة بالسرطان. وقال «فيفيك موتو»، كبير مستشاري وحدة المعلومات الاقتصادية بالمنظّمة، إنّ هناك حاجة إلى استراتيجية مناسبة ومدروسة لتوثيق البيانات والفحص الوقائي، وضمان التمويل المستدام، بجانب وضع بروتوكولات معالجة فعالة، ومراعاة المعايير العالية للرعاية التلطيفية.
أسباب وتحديّات
وأضاف أنّ أبرز العوامل وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط: السمنة وانعدام الوعي بالسرطان والبيئة وأنماط الحياة غير الصحية، إضافة لتحدّيات ثقافية متعلقة بجسد الإنسان في دول عربية وإسلامية.
فيما أبرزت «دينا ميرد»، رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، تحدّيات واجهت المنطقة؛ فهناك أكثر من نصف مليون حالة سرطان منذ عام 2012، ووفاة 330 ألفًا منهم؛ وبحلول عام 2030 سيتضاعف الرقم، بل وسيصل لأعلى من الضعف بمراحل ما لم تتخذ دول المنطقة إجراءات عاجلة ومجدية؛ فـ70% من وفيّات سكان الشرق الأوسط بسبب السرطان.
وأضافت أنّه لا توجد سجّلات واضحة لأرقام السرطان في المنطقة؛ ما يكشف الافتقار الشديد للبيانات الدقيقة، ويصعّب للغاية إجراء تحليل مقارن أو فردي. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فتسعة بلدان من أصل 22 المنطقة ليست لديها مرافق تشغيلية للتعامل مع السرطان، ولا يوجد سوى 13 بلدًا لديها ما يشبه السجلات التشغيلية، ولدى دولتان فقط استراتيجية للرعاية التلطيفية لمرضى السرطان في مراحل متقدمة.
ويواجه مرضى السرطان طريقة قاسية للموت؛ بسبب ضعف الإمكانات في 12 دولة من أصل الـ22.
دور الحكومات
وقال «جوزيف وليام عسيلي»، رئيس مركز سرطان الأطفال في لبنان، إنّ السرطان لدى كثير من الأطفال يمكن الوقاية منه بحمايتهم من التدخين السلبي، واستخدام المبيدات الآمنة، وحمايتهم من حرارة الشمس القاسية، وتوفير الفحص الوقائي؛ لكن لم يُفعل أيّ شيء.
وقالت «نسرين قطاميش»، المديرة العامة لمؤسسة الملك حسين للسرطان، إنّه من المهم لحكومات الدول الرائدة في المنطقة توفير رعاية مرضية للسرطان وتوفير تأمين صحي للمواطنين؛ لتغطية التكلفة العالية لبروتوكولات العلاج ذات الجودة المرتفعة.
وأكّدت أنّ عبء رعاية مرضى السرطان ليس سهلًا لأي بلد؛ فالمرض بحاجة إلى الفحص الوقائي والمبكر بشكل دوري، وتوفير أحدث الوسائل الطبية للكشف المبكر، ومراعاة أنماط حياة صحية، وتوفيرها للمواطنين؛ لذا يتعيّن على الحكومات النظر في فرض ضرائب على التبغ والسكر وغيرها من المنتجات الضارة التي تسبب السرطان، والأموال التي تُجمع من هذه الضرائب يمكن أن توفّر حلًّا مبتكرًا ومستدامًا لتكلفة رعاية مرضى السرطان.
وأصدرت جامعة هارفارد تقريرًا عن مرض السرطان في الشرق الأوسط، خاصة سرطان الثدي، قالت فيه إنّ الاختيارات السياسية الحالية في المنطقة تتداخل مع ملف السرطان بشكل كبير؛ وتبدو الأنظمة السياسية الحالية مهملة لتحسين ظروفٍ أفضل لمواجهة المرض الخبيث.