أغلقت الإمارات مستشفى «الشيخ زايد» بالعاصمة الصومالية مقديشو، حسب مصدر في المستشفى.
وقال المصدر، لمراسل الأناضول، متحفظا على ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، إن المستشفى توقف عن العمل، الإثنين، بعد تلقي إدارته قرارا بإغلاقه حتى إشعار آخر من السفارة الإماراتية، وأضاف أن معدات المستشفى سيتم نقلها إلى مقر السفارة الإماراتية شرقي العاصمة.
إغلاق المستشفى
وبينما لم يذكر المصدر أية تفاصيل أخرى بشأن سبب إغلاق المستشفى، نقل موقع «الصومال الجديد» الإخباري عن موظف بالمستشفى -طلب عدم ذكر اسمه- أن السبب يعود إلى مصادرة السلطات الصومالية، الأسبوع الماضي، مبالغ مالية من على متن طائرة إماراتية في مطار مقديشو الدولي.
وافتتح مستشفى الشيخ زايد في 4 يونيو 2015 في حي عبدالعزيز في مقديشو، بتمويل من الإمارات.
توتر العلاقات
ويأتي قرار إغلاق المستشفى في وقت تمر فيه العلاقات الإماراتية الصومالية بتوتر حاد على خلفية رفض الحكومة الاتحادية في مقديشو، في مارس، اتفاقية ثلاثية وقعتها حكومة أرض الصومال (المعلنة من جانب واحد) مع إثيوبيا وموانئ دبي العالمية (حكومية إماراتية) لتطوير ميناء بربرة.
وتصاعد التوتر بين أبوظبي ومقديشو علنا إثر مصادرة السلطات الصومالية، الأسبوع الماضي، مبلغ 9 ملايين و600 ألف دولار في مطار مقديشو الدولي، قالت السفارة الإماراتية بمقديشو إنها كانت مخصصة لدفع رواتب القوات الصومالية التي تشرف على تدريبها، كان من تداعيات التوتر إعلان الحكومة الاتحادية الصومالية إلغاء اتفاق للتعاون العسكري مع الإمارات، ومصادرة أموال إماراتية كانت في طائرة مدنية.
وأكدت مصادر نقل معدات المستشفى الطبية إلى السفارة، وأن المسؤولين الإماراتيين قاموا بهذه الخطوة انتظارا للسماح لسفينة إماراتية بالرسو في ميناء مقديشو ونقل المعدات الطبية والعسكرية إليها.
وأخبر عسكريون إماراتيون ضباطا صوماليين كانوا يعملون معهم أنهم في انتظار محادثات جارية بين البلدين قبل الانسحاب الكامل من مقديشو.
وقالت المصادر إنه في حال عدم نجاح المحادثات فسيخفض التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى درجة، كما سينقل مؤقتا مقر السفير الإماراتي الحالي لدى الصومال إلى العاصمة الكينية نيروبي.
وقبل إغلاق مستشفى الشيخ زايد، أعلنت الإمارات الأحد وقف برنامج تدريب لقوات صومالية، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن أبو ظبي «قررت إنهاء مهمة قواتها التدريبية في الصومال لبناء الجيش الصومالي التي بدأت عام 2014».
وكانت الحكومة الصومالية الاتحادية أعلنت، الأربعاء الماضي، إنهاء الدور الإماراتي في تدريب القوات الصومالية، بعد أيام على مصادرة قوات الأمن الصومالية 10 ملايين دولار في حقيبتين وصلتا على متن طائرة إماراتية خاصة إلى مطار مقديشو.
وقال وزير الدفاع الصومالي، محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، إن الحكومة الاتحادية ستتولى إدارة القوات التي تدربها الإمارات بشكل كامل، مضيفا في تصريح لوكالة الأنباء الصومالية (صونا) أنه تم إعداد خطة مسبقة بهذا الشأن من أجل ضم وإدراج تلك القوات إلى صفوف وحدات الجيش الصومالي ومنحهم رواتب، منهيا بذلك الوجود العسكري الإماراتي في الصومال.
وأعلنت حكومة أرض الصومال، انفصالها عن الصومال من جانب واحد في 1991، لكن لم تحصل على أي اعتراف دولي حتى الآن؛ لذلك تعتبر مقديشو، الاتفاقية الثلاثية «خارج الأطر القانونية وانتهاكا لسيادة البلاد».