أعلن مسؤولون روس، أمس الإثنين، أن فريقا من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيدخل إلى دوما، غدا الأربعاء، لتقصي الحقائق، بعد تقارير عن هجوم كيميائي مفترض تعرضت له المدينة الواقعة في الغوطة الشرقية لدمشق.
وقال مسؤول روسي، خلال مؤتمر صحفي أمس في السفارة الروسية في لاهاي: «غدا اليوم الثلاثاء ستتفحص الأجهزة الأمنية لدى الأمم المتحدة الطرقات، ونخطط لوصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء»، موضحا أن العمل جار لنزع الألغام من الطرق، بحسب الجزيرة نت.
وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني الأحد الماضي، إلا أنه عقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في دمشق وسط تعتيم إعلامي من الطرفين بشأن برنامج عمله للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما الذي أدى في السابع من إبريل الحالي إلى مقتل 40 شخصا، وفق مسعفين وأطباء محليين، ويأتي هذا الإعلان عقب اتهامات لموسكو بمنع المفتشين من الوصول، في حين تنفي الأخيرة ذلك، بحسب الجزيرة نت.
ويوم أمس نقل مندوب بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بيتر ويلسون، عن رئيس المنظمة قوله إن المفتشين لم يتمكنوا من الوصول إلى دوما، لأن سوريا وروسيا عاجزتان عن ضمان سلامتهم.
وبيّن أن المفتشين قد انتشروا في دمشق، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى دوما، متهما الروس بمنع جميع القنوات الدبلوماسية في المنظمة؛ حيث عرقلوا التحقيقات لأشهر وسنوات، وفي مجلس الأمن قاموا الأسبوع الماضي باستخدام حق النقض ضد آلية التحقيق المشتركة ومواصلة عملها.
وسافر مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا الأسبوع الماضي لتفقد الموقع، لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من دخول دوما التي أصبحت تحت سيطرة الحكومة بعدما انسحب مقاتلو المعارضة منها.
من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة روسيا، أمس الإثنين، بمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى موقع الهجوم في دوما، وقالت إن الروس أو السوريين ربما عبثوا بالأدلة على الأرض.
وقال كينيث وورد، السفير الأميركي لدى المنظمة، خلال اجتماع في لاهاي أمس: «ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم»، وتابع: «نخشى أن يكونوا عبثوا به (الموقع) بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال»، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
في المقابل، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عبث موسكو بالأدلة، قائلا «أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع».
ويهدف فريق المفتشين إلى جمع عينات وإجراء مقابلات مع شهود وتوثيق أدلة للتأكد إن كانت الذخيرة السامة استخدمت، لكن لن يسمح له بتحديد الجهة التي نفذته.
أما المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، فقد قال: «وجهنا دعوة لتحقيق موضوعي. كان هذا في البداية بعد أن وردت هذه المعلومات (عن الهجوم)، لذا فإن الاتهامات لروسيا في هذا الشأن لا أساس لها»، مشيرا إلى أن السلطات السورية نظمت يوم أمس جولة لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في دوما التي باتت تحت سيطرة قوات النظام، واصطحبتهم إلى مستشفى المدينة الرئيسي حيث نُقل ضحايا الهجوم الكيميائي المفترض.
وقد نفت تصريحات عاملين في المستشفى معالجة مصابين بالغازات السامة، مؤكدين أن ما وردهم هي حالات اختناق نتيجة الردم والغبار والحرائق والدخان.
وفي ردها على ذلك، ذكرت منظمة الخوذ البيضاء للإغاثة الطبية أن مثل هذه التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي في الأيام القليلة الماضية انتزعت بالإكراه.
وفي سياق متصل، أعرب زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع (G-7) عن إدانتهم للهجوم الكيميائي بدوما، مشددين على دعمهم المطلق لكافة الجهود التي تبذلها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإفساد قدرات الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية.
وفجر السبت الماضي، أعلنت واشنطن وباريس ولندن شنّ ضربة ثلاثية على أهداف سورية ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما.