قالت كاتبة إسرائيلية، إن تل أبيب متفائلة بعلاقة أفضل مع القاهرة؛ بعد حصول عبدالفتاح السيسي على ولاية رئاسية ثانية في الوقت الذي يمارس فيه قمعا واضحا تجاه معارضيه ويرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، لافتة إلى تطور في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة خلال السنوات الأخيرة، وفقا لـ«عربي21».
وأوضحت فازيت رابينا، بتحليل نشرته على صحيفة «ميكور ريشون»، أن السيسي أثبت جدارته عبر سياسته الحاسمة والصارمة تجاه حماس والحرب ضد تنظيم الدولة في سيناء.
ولفتت رابينا إلى أن العلاقات بين مصر وإسرائيل مرت خلال السنوات الأخيرة بنوع من النهضة والتطور وبعد سنوات طويلة من البرود والفتور دخلت العلاقات مرحلة من التعاون الثنائي، وكان آخرها الاتفاق الخاص بتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى مصر.
كما تخللت هذه العلاقات زيارات متبادلة بين القاهرة وتل أبيب من بينها زيارة دوري غولد، الوكيل السابق لوزارة الخارجية، وافتتاح السفارة الإسرائيلية من جديد هناك، كما بدأت تتضح شبكة المصالح أكثر فأكثر بينهما لمواجهة التهديدات المشتركة مثل التهديد الإيراني، وتنظيم الدولة، وحماس.
وأوضحت أن ذلك التعاون أسفر عنه تعاون وتنسيق عسكري وأمني كبير بين إسرائيل ومصر، أخذ طريقه نحو ضرب الأنفاق بين غزة وسيناء، ومشاركة الجيش الإسرائيلي في ضرب وملاحقة تنظيم الدولة بسيناء.
وأضاف رابينا «حجر الأساس في علاقة تل أبيب بالقاهرة بات متمحورا حول الطاقة الإقليمية، فالدولتان تسعيان لإقامة تحالف مع اليونان وقبرص ليس فقط لتصدير الغاز لأوروبا، بل لإيجاد تحالف سياسي واستراتيجي لمواجهة التهديدات المشتركة لهذه الدول الأربع من دولتين عدوتين بالنسبة لهما وهما تركيا وإيران».
وقال الكاتبة الإسرائيلية إن «مسؤولين إسرائيليين دأبوا مؤخرا على زيارة واشنطن، وهمسوا في آذان نظرائهم الأميركيين عن أهمية الدور المصري في محاربة الإرهاب، فضلا عن أن علاقات المسؤولين الإسرائيليين والمصريين على قدم وساق؛ فقد دأب السيسي على محادثة نتنياهو بصورة دورية في أوقات متقاربة، رغم المعارضة الشعبية المصرية لهذا التقارب».
وفي إطار حديثها عن مؤشرات تصاعد العلاقة بين الطرفين، لفتت إلى الوثيقة التي كشف عنها النقاب في مارس 2017 والتي دعا السيسي من خلالها لـ«تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية، بهدف منح فرصة لمبادرة سلام إقليمية، وكان يفترض عرض هذه الوثيقة في قمة رئاسية تجمع بنيامين نتنياهو مع زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ والملك الأردني عبدالله الثاني في شرم الشيخ».
وأشادت الكاتبة بالدور الذي تقوم به القاهرة لصالح تل أبيب في قطاع غزة وقالت: «حتى اليوم تأخذ مصر دورا مركزيا في تهدئة الأمور في قطاع غزة في أعقاب انطلاق مسيرات العودة، لأنها تدرك التبعات المتوقعة لهذه المسيرات عليها وعلى الدول المجاورة، مما قد يعجل من فرص قيام السيسي بعمل شيء يوقف هذه الأحداث».