بعد أسبوع من قصف النظام الروسي، بدعم روسي، مدينة دوما (في الغوطة الشرقية بريف دمشق) يوم السبت الماضي وقتله العشرات وإصابة المئات؛ قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في بيان لها اليوم الجمعة، إنّ فريقًا من لجنة تقصي الحقائق الدولية سيبدأ غدًا السبت التحقيق في الهجوم الكيميائي.
ووصل المفتشون إلى سوريا منذ الخميس، كما قال مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
نتيجة واحدة
وشهدت جلسة مجلس الأمن اليوم، المنعقدة بطلب من روسيا، تراشقًا كلاميًا بين المندوب الروسي «فاسيلي نيبيزيا» وسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي»، التي حمّلت بلاده مسؤولية إفشال كل المحاولات الدولية لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية؛ إذ استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 12 مرة لحماية بشار الأسد.
وأضافت نيكي أنّ «روسيا تتجاهل التهديد الحقيقي للأمن والسلم الدوليين باستخدام الأسلحة الكيميائية» و«لا يمكن السماح لأي طرف باستخدام السلاح الكيميائي ثم الإفلات من العقاب».
وقالت إنّ النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية 50 مرة على الأقل، وروسيا وقفت في وجه المجتمع الدولي لمنع التجديد لآلية التحقيق المشتركة، وهي التي تحمي النظام؛ بعدما حللت أميركا وبريطانيا وفرنسا المعطيات وتوصّلت إلى النتيجة نفسها، وهي أنّ هجمات بالأسلحة الكيميائية قد حدثت.
لا بد من الحساب
وقالت السفيرة البريطانية «كارن بيرس»: «إننا هنا اليوم وبشكل رئيس بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، ولا يمكن أن يمر الأمر دون محاسبة وعقاب»، مؤكدة أنّ «روسيا تريد حماية حليفها بأي ثمن».
بينما جدد السفير الروسي رفض بلاده للتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، معتبرًا ذلك «انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي»، مضيفًا أنّ «أميركا لا تستحق أن تكون عضوًا دائمًا في مجلس الأمن».
وأضاف أنّ «أميركا وبريطانيا وفرنسا تريد فقط الإطاحة بالنظام السوري، ونشاهد تحركات عسكرية على الأرض ولا يمكننا أن نسمح بذلك؛ لأن ذلك يهدد الأمن والسلم الدوليين. وقبل أن تبدأ التحقيقات أعلنت النتائج في هذا المجلس. أمامنا التجارب في العراق وليبيا، ولا يمكن أن نسمح بأن يحدث في سوريا ما حدث هناك. أميركا تستخدم مجلس الأمن الدولي لتغطية احتياجاتها للحصول على مناطق حظر الطيران، على سبيل المثال كما حدث في ليبيا».
كما شكّك في وقوع هجمات دوما، وقال إنّ «الحكومة السورية أعلنت أنها لا علاقة لها بالهجمات وطلبت أن يحقق فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ووصل الفريق».
سببان للأزمات
ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» إنّ ما يحدث في سوريا حاليًا يشكّل «الخطر الأكثر جدية على الأمن والسلم الدوليين؛ ويجب أن يكون حل الأزمة سياسيًا عبر مسار جنيف وليس عسكريًا».
كما أعرب عن غضبه من استخدام النظام السوري مجددًا الأسلحة الكيميائية في استهداف المدنيين، وقال إنّ العالم «يواجه اليوم خطر خروج الأمور في سوريا عن السيطرة، وواجبنا إيقاف ذلك»؛ داعيًا «جميع الدول الأعضاء إلى التصرّف بمسؤولية وتأسيس آلية أممية للمحاسبة على استخدام الكيميائي».
وأضاف أنّ الشرق الأوسط وصل إلى حالة من الفوضى بسبب الخلافات بين الدول الغربية (أميركا بشكل خاص) وروسيا، وتعيد إلى الأذهان الحرب الباردة. وكذلك بسبب الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتطورات الأخيرة في غزة. ثم تحدث عن الانقسام «الشيعي السني» والذي يتجلى في العديد من الصراعات في المنطقة.