أثارت جولة مفاجئة للرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، بعد اختفائه زهاء شهرين عن آخر ظهور رسمي، ردود أفعال قوية، وتساؤلات حول نيته الترشح لولاية خامسة، في الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، خاصة أنها تزامنت مع دعوة من الحزب الحاكم.
بوتفليقة البالغ من العمر 81 عاما، تولى الرئاسة منذ عام 1999، ومنذ عام 2013، أصبح ظهور الرئيس الجزائري نادرا إلا في المناسبات العامة، والزيارات الحرجة؛ بعدما أصيب بوعكة صحية كبيرة في 2013.
جولة ميدانية
وقام بوتفليقة، بجولة ميدانية، أمس الإثنين، بالعاصمة، قام خلالها بتدشين خط جديد لمترو الأنفاق، يربط ساحة الشهداء (الواقعة بالقرب من القصبة)، بحي عين النعجة جنوبيّها، ويمتد على قرابة 15كلم.
كما دشن مسجد «كتشاوة» العتيق، بالعاصمة، والذي أشرفت على أشغال ترميمه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).
جرت مراسم التدشين بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نورالدين بدوي، ووزير السكن والعمران والمدينة عبدالوحيد تمار، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، ووزير الأشغال العمومية والنقل عبدالغني زعلان، ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ووالي العاصمة عبدالقادر زوخ.
وقد استمع بوتفليقة بالمناسبة إلى عرض حول أهم المراحل التاريخية وكذا أشغال الترميم التي مست هذا المعلم.
دعوات لترشحه
وسبقت الجولة الميدانية، طلب حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم في الجزائر)، للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بالترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019، وذلك خلال اجتماع قال خلاله الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية، جمال ولد عباس: «مناضلو حزبنا يترجون ويطلبون استمرار مهمة الرئيس (بوتفليقة) مثلما بدأها في 1999».
واستدرك: «لكن الكلمة الأخيرة تعود إلى الرئيس في دخول السباق من عدمه، بعد رفع الطلب إليه رسميا خلال أيام».
وفي هذا الشأن، قال الصادق بوقطاية، عضو مكتب السياسي، لحزب جبهة التحرير الوطني: إن القرار جاء بناء على تقارير من قواعد الحزب تطلب من الرئيس الاستمرار في قيادة البلاد، والقرار النهائي يعود له.
وأوضح بوقطاية، في تصريحات للأناضول، أن «مطلب القاعدة النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني ولجنتها المركزية (أعلى هيئة في الحزب)، والمنتخبين على مستوى الولايات، جلهم قدموا لوائح في اللقاءات التي أشرف عليها الأمين العام للحزب (جمال ولد عباس)، طالبين من خلالها من الرئيس مواصلة مسيرة قيادة الجزائر».
وتعليقا على أسئلة حول جدية الدعوة للرئيس الجزائري للترشح لولاية خامسة، قال عبدالرحمن بلعياط، رئيس القيادة الموحدة لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، إن صاحب الاقتراح أطلقه في إطار اجتماع غير موسع، وولفت إلى أن القرار يعود للجنة مركزية وللرئيس بوتفليقة.
ونفى بلعياط أن تكون الجولة الميدانية، لها رابط مع دعوات الترشح، خلال حوار مع إذاعة «مونت كارلو»، مشيرا إلى أن للجولة دلالة وعبرة؛ حيث إن مسجد كاتشوة له مكانة تاريخية عظيمة؛ حيث إنه في 2 من نوفمبر 1962 تمت إقامة صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكان خطيبها العالم الجزائري الشهير البشير الإبراهيمي وكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد 100 عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة.
وكان المسجد تحول إلى كنيسة إزاء الاحتلال الفرنسي للجزائر، بعد أن قام الجنرال الدوق دو روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية -الذي كان تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية «دوبونياك»- بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها عن آخرها.
وأضاف بلعياط أنه «بالنسبة لمشروعات المترو الجديد وتدشين خط نحو ساحة الشهداء، وخط المترو نحو عين النعجة، فتأتي في إطار المشروعات القومية للرئيس الجزائري».
الدستور وتحديد الولايات
الدستور الجديد الذي أقر في عام 2016، حدد الولايات الرئاسية باثنتين، بعد أن كان قد ألغى هذه المادة سنة 2008، وهو ما قد يبدو وكأنه عائق أمام ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، إلا أن خبراء أكدوا أن الدستور لا يطبق بأثر رجعي، ولذا سيتم احتساب الولاية الرابعة والتي تم إقرار الدستور خلالها وكأنها الولاية الأولى، ومن ثم يبقى أمامه ولاية ثانية.
هجوم مقابل« خليه يرتاح»
وأثارت الدعوات، غضبا واسعا على الساحة الجزائرية؛ بسبب الوضع الصحي المتدهور للرئيس الجزائري، وقال المحلل السياسي الجزائري، محمد ايوانوغان، إن الصورة التي ظهر عليها الرئيس بوتفليقة اليوم في زيارته الميدانية «لا توحي بأنه يستطيع مواصلة الحكم والترشح لولاية خامسة العام المقبل».
واعتبر جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد الجزائري، «هذه بداية حملة مسبقة لخوض الانتخابات الرئاسية وتدل على أن النظام أصبح في طريق مسدود».
وعلل سفيان، موقفه بالتأكيد على أن «استعمال رجل يفتقر إلى الطاقة لتسيير شؤون الدولة، يعني أن النظام غير قادر على تجديد نفسه، فالانسداد الذي يتخبط فيه يعبر عن تناقضات داخله من جهة ونهاية المسار من جهة أخرى»، وفقا للاناضول.
ويرى الإعلامي محمد إيوانوغان، أن «إعلان ولد عباس، ترشيح الحزب لبوتفليقة، جاء بطريقة محتشمة، ومن ثم هناك جس نبض، في انتظار تمرير هذه الفكرة»، موضحا «أن ظروف انتخابات الرئاسة في 2014 أو 2009 ليست مماثلة لسنة 2019، فقد تغيرت الكثير من المعطيات، ومن ثم لا يمكن الجزم أن إعلان ولد عباس، قرار نهائي».
وعلى المستوى الشعبي دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج «خلوه يرتاح»، تعقيبا على دعوات الترشح، ساخرين منها في الوقت الذي يطلع عليهم الرئيس بأعجوبة وعلى كرسي متحرك.
ان تحيي رئيسك المريض حبا في شخصه او لاحد انجازاته التي اعجبتك او عادت عليك بالنفع فهذا بكل تأكيد من حقك …. اما ان تطالبه ب عهدة خامسة و هو لا يمشي او يتكلم و بالكاد يستطيع رفع يده او تحريك رقبته ناهيك عن حالته العقلية … فانت مريض و عليك بالتداوي #ارحموا_بوتفليقة#خلوه_يرتاح
— L' Algérien ☪ (@LacasaDeAlgeria) April 9, 2018
بوتفليقة يتنفس
بوتفليقة يتحرك
بوتفليقة يتحدث
انجازات عظيمة لفخامته
فالتنفس والتحرك و التحدث ولو بصعوبة اصبح عندنا اعظم انجاز .لك الله ياجزائر#بوتفليقة#خلوه_يرتاح— العمري مهيريس (@l3amrime7iris) April 9, 2018
الرئيس في شوارع العاصمة
مؤلم ما شاهدناه من صور حول السيد الرئيس بوتفليقة الذي تم انزاله للشارع العاصيمي اليوم وكان واضحا للملأ عجزه ومرضه ومحاولة تحريك يديه بصعوبة
كان بائن انه يقول بصمت اتركوني استريح، اطلقوا سراحي
ياجماعة اطلقوا سراح الرئيس اتركونا نحيا بسلام #خلوه_يرتاح pic.twitter.com/0jTQkNHkpG— mõhãmĕd diafi ârčĥ (@med_diafi) April 9, 2018
اذا كانت لدى هؤلاء ذرة من الرحمة في قلوبهم #خلوه_يرتاح ويقضي ما تبقى من ايامه بكرامة حرام عليهم و على من يدعو لعهده خامسة و لمن يريد ان ينتخبه من جديد. فهو ظلم للسيد الرئيس #بوتفليقه و قبلها ظلم للجزائر و للجزائريين ككل.😢😢 pic.twitter.com/nzgW244UiK
— Ayat ❁❀ (@AyatAya74049199) April 10, 2018
أيعقل أن يكون رئيس دولة بهذه الحالة إرحمو من في الارض يرحمكم من في السماء ربي يشفيك و ينجيك من العصابة لي راهم يعذبو فيك #خلوه_يرتاح #Bouteflika pic.twitter.com/6Y8oCgLdCs
— nouna (@ineslekehal) April 9, 2018