من أهم النتائج الأولية لثورة 25 يناير المجيدة أن جعلت مسألة مستقبل وطننا ونهضته الشغل الشاغل لمعظم فئات المجتمع المصري، لاسيما الشباب منه، الذين بزغ من ليلهم فجرُ ثورة العزة والكرامة، يوم الـ 25 من يناير 2011م. وهذا ليس بمستغرب؛ فالشباب هم عماد الوطن، ومحور التخطيط لدى الأمم، وسواعد التنمية، وقادة الحاضر والمستقبل. وبفكرهم الناضج والمتطور يسمو نجم الوطن بوضوح على الخريطة العالمية؛ كنموذج متحضر يحتذي به الآخرون.
لكن بلوغ هذه الغاية،لها متطلبات تراثية أصيلة لا ننفك عنها، ومتطلبات عصرية مواكبة لا ننقطع منها. والاعتماد على أحدهما دون الآخر مضيعة للوقت، وإهدار للذات!!
ومقومات الشباب لهذه المرحلة صحيح أنها ليست بالهينة، ولكنها عظيمة، بعظم أهدافها ونتائجها. وشباب هذه المرحلة يحتاجون إلى تحديد هدف وجودهم في الحياة، والسير على خطة ومنهج علمي معاصر. يحتاجون إلى قدر أكبر من الثقة. فلا يستصغرون أنفسهم، ولا يقللون من شأنهم، ويستفيدون من خبرات من سبقهم من المخلصين وذوي الكفاءة، ويعلمون أنهم الأقدر على التغيير، والأجدر بتحمل المسؤولية إذا استثمرت إيجابياتهم، وتم القضاء على سلبياتهم. شباب هذه المرحلة هم من ينفضون غبار الكسل والسلبيّة، ولا يسلكون سبلا غير السبل السويّة.. هم من يحملون شعلة حيوية من النشاط.. يهتمون بمحاضراتهم، ولا يقتصرون في تحصيلهم العلمي عليها.. يشاركون في الأنشطة الاجتماعية، والمنتديات السياسية، بفكر راق، وثقافة أصيلة.
فعلى الجميع أن يحاول أن يجد له مكانا تحت هذه السماء؛ إرضاءً لربه، واحترما لذاته، ووفاءً لوطنه، بالإسهام الكبير والمباشر في الجماعي، والمشاركة الفعالة في بناء نهضة أمتنا، والارتقاء بمستقبلها.
