تدخّلت أميركا في اليمن منذ مارس 2015، بدعمها التحالف السعودي عسكريًا، الذي يضمّ أميركا أيضًا، وقرّروا إطلاق حرب أهلية داخل الأراضي اليمنية لمواجهة الحوثيين؛ ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وإصابة مئات الآلاف، وترك البلد تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
هذا ما تراه «أوليفيا ألبرشتاين»، نائبة مدير الاتصالات والسياسة في الكونجرس الأميركي، في مقالها بـ«فورين بوليسي» وترجمته «شبكة رصد»، مضيفة أنّ عدد القتلى تجاوز عشرة آلاف وأصيب 40 ألفًا، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى ثلاثة ملايين نازح؛ مؤكدة أنّ هذه ليست مجرد إحصائيات فارغة، بل جرائم حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها.
ويستخدم التحالف السعودي الأسلحة الأميركية، بما فيها القنابل التي تضرب المدنيين بها. والسعودية حليف وثيق أميركا، وغضّ مشرّعون أميركيون الطرف عن تدخل بلدهم في هذه الأزمة.
وقال السيناتور الأميركي «بيرني ساندرز» إنّ الحرب أسفرت عن لاجئين وأيتام وأرامل، داعيًا إلى إنهاء الوجود الأميركي هناك. وشارك «بيرني» في إصدار قرار مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بضرورة سحب أميركا من الحرب اليمنية؛ ولسوء الحظ فشل مشروع القانون رغم الدعم الذي تلقاه من منظمات خارجية ومن مجلس النواب.
ويقف مصير اليمن على الميزان بينما يقف العالم يشاهد قصف المستشفيات وبكاء الأطفال وتفشي الكوليرا، ويفتقر المسؤولون الطبيون إلى ما يكفي من الإمدادت لعلاج الناس.
واليمن الحالي ليس الذي يعرفه اليمنيون أو يحبّونه، ويتشاطر اليمنيون والأميركيون «مختار الخنشلي»، تاجر قهوة يعرف في أميركا بـ«رهاب المخا»، ويمثّل القصص المأساوية عن حياة اليمنيين وبلدهم الذي تركوه وفروا هاربين والحروب التي قتلت أفضل ما فيهم.
وساعدت أميركا الحلفاء الأجانب بالإمدادات والتمويل والسلاح، وهي العوامل التي استخدمت في ارتكاب فظائع حقوقية في جميع أنحاء العالم لا اليمن وحده. وبالرغم من ذلك، لا يستطيع حتى الأميركيون الإشارة إلى اليمن على الخريطة، وهذا «لا يمنع من أنها ليست حربنا».
وبأفعالها، تساعد أميركا الإمارات والسعودية على خلق أكثر الأزمات الإنسانية رعبًا على وجه الأرض؛ خاصة عندما يفرّ اليمنيون الأبرياء ويواجهون احتمال منعهم من دخول أميركا، فلا تزال إدارة ترامب تحاول فرض حظر الدخول على اليمن والدول الإسلامية الأخرى.
وحان الوقت لإنهاء المشاركة الأميركية في حرب اليمن؛ لتوفير جزء كبير من الأموال والمخابرات والأسلحة والدعم اللوجيستي الذي يغزي القصف. وإذا سحبنا الدعم فربما نجبر حلفاءنا على التراجع عن حربهم، وبصفتي من دافعي الضرائب؛ فنحن متواطئون إذا التزمنا الصمت، في الوقت الذي يملك فيه مشرّعونا سلطة إنهاء الأزمة الإنسانية، وعليهم أن يتصرفوا قبل فوات الأوان.