شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دماء الفلسطينيين تعيد قضيتهم إلى الواجهة.. وصمت دولي إزاء مجزرة «مسيرة العودة»

مسيرة العودة

خلال الأيام الماضية، عادت القضية الفلسطينية تتصدر المشهد العالمي مرة أخرى، بعد أن تراجعت كثيرا خلال سنوات بسبب ما تتعرض له المنطقة العربية من مآسي وحروب، في سوريا واليمن والعراق.

ويعد تصدر القضية مرة أخرى، هو أول نجاح لـ«مسيرات العودة»، التي انطلقت أمس الجمعة من مدن فلسطين، باتجاه السياج الحدودي للمناطق المحتلة، وشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينين، رافعين شعارات العودة والعلم الفلسطيني.

دماء في طريق العودة

البذل والتضحية بالأرواح كان أحد عناوين المسيرات التي أفزعت الاحتلال بقواته ودبابته، رغم سلميتها، وصدور مشاركيها العارية في مواجهة تهديدات مسؤوليه، فسقط 16 شهيدا وأصيب أكثر من 1400 فلسطيين في قطاع غزة فقط، إضافة إلى عشرات الإصابات في مدن الضفة الغربية.

وكان تهديدات إسرائيلية سبقت المسيرات، منها ما كتبه  وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، باللغة العربية لأول مرة على حسابهعلى حسابه في «تويتر»،  قائلا : «إلى سكان قطاع غزة: قيادة حماس تغامر في حياتكم، كل من يقترب من الجدار يعرض حياته للخطر، أنصحكم مواصلة حياتكم العادية والطبيعية وعدم المشاركة في الاستفزاز».

كما استعان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في مقطع مصور نشره على حسابه، بفتاوى لعلماء سعوديين، بحرمة الخروج في تظاهرات، مهددا بأن القوات سوف تتصدى لها إذا ما اقتربت من السياج.

وحتى صباح اليوم، استمرت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، بقصف شرق وسط قطاع غزة، بعدة قذائف، حيث أفادت الوكالة الرسمية الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال المتمركزة في مواقعها على الخط الفاصل شرق القطاع، استهدفت مناطق زراعية بعدة قذائف، محدثة أصوات انفجارات أرهبت المواطنين عامة، والأطفال والنساء خاصة.

ووقعت مستشفيات قطاع غزة، بعد يوم دامي هو الأعنف بعد عدوان غزة 2014، أسيرة لقلة الامكانيات، التي سرعان ما ظهرت قصورها، في أول أزمة تواجهها، وناشدت  مستشفيات قطاع غزة، مساء اليوم الجمعة، المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى الذين اصيبوا على الحدود الشرقية.

كما دعت الوزارة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى ضرورة توفير الأدوية والمستهلكات الخاصة بأقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة بشكل عاجل بسبب تزايد أعداد أعداد الجرحى والاصابات في المستشفيات .

وقال  الأكاديمي حيدر اللواتي، عبر حسابه على «تويتر»، أنه مع ارتفاع عدد الشهداء في مسيرة العودة الكبرى بنيران العدو الصهيوني إلى ١٦، ولا حس لدعاة النفير والجهاد ولا إستنكار من الجامعة العربية».

ولفت اللواتي إلى أن فلسطين كشفت عورة المتصهينين العرب فلا فزعات، شيلات او هاشات الفتنة التي نراها لهم في سوريا والعراق شعبٌ أعزلٌ محاصر يرعب الكيان بصموده وتضحياته».

وفي بيان، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية، حماس،  أن شهداء المسيرة، هم وقودًا للثورة الكبرى في أماكن الوجود الفلسطيني واللجوء في الضفة وفلسطينيي الشتات والـ48.

وقال الحركة في بيانها، «نزف زمرة شهداء العودة الذين قدموا أرواحهم مهرًا للعودة ووقودًا للثورة الكبرى في أماكن الوجود الفلسطيني واللجوء في الضفة وفلسطينيي الشتات والـ48، ونتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى الأبطال الذين صنعوا بجراحاتهم جسرًا للعودة والانتصار.»

حداد في فلسطين وتجاهل دولي

ودعا أمس  الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أن يكون ، يوم السبت، يوم حداد وطني في الأراضي الفلسطينية على أرواح الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة.

وامتثلت جميع مدن الضفة الغربية المحتلة، إلى الدعوة ودخلت في إضراب عام؛ احتجاجا على المذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتدائه على تظاهرة سلمية.

وقررت الحكومة الفلسطينية تعطيل العمل، السبت، في كل المؤسسات الرسمية وفي الجامعات والمدارس، احتجاجا على المذبحة التي ارتكبت بحق المدنيين في قطاع غزة.

 

وفي المقابل فشل المجتمع الدولي، في  التوصل إلى قرار بشأن المذبحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، بعد أن دعت دولة الكويت، إلى جلسة طارئة لمناقشة تداعيات ما حدث بمسيرة العودة الفلسطينة.

واستنكرن الرئاسة الفلسطينية، الدور الأميركي في مجلس الأمن الدولي، الذي أدى إلى فشل خروج مشروع بيان لإدانة مجزرة غزة، واعتبرته غطاءً لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان صحفي «إن استمرار الإدارة الأميركية بنهجها الحالي «المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة نتنياهو لوقف عدوانها وبطشها ستزيد صمود الفلسطينيين وتشبثهم بأرضهم».

ولفت «أبو ردينة» إلى استمرار الحراك الفلسطيني الرسمي والشعبي سواء في مجلس الأمن الدولي، أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

واستنكر نشطاء عدم دعوة الجامعة العربية لجلسة لبحث كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي على غزة، والاكتفاء بإدان على لسان، الأمين العام للجامعةأحمد أبوالغيط.

وفي إشارة لضعف الدول العربية، نشر محمد البرادعي، تغريدة، رفض خلالها إدانة انتهاكات الاحتلال، وقال «هل سأضيف شيئًا ذات قيمة إذا أدنت بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد الشعب الفلسطيني والانتهاك الصارخ لكل حقوقه؟».

وأضاف «سمع وأرى نفس الشىء منذ كنت صبيا! فى غياب توازن للقوى ورؤية صائبة ومصداقية فى المواقف وتوحيد للصفوف».

واختتم تدوينتة بقوله: «يجب علينا أن نكف عن خداع أنفسنا بالحديث عن أى حل عادل فى الأفق القريب».

ومن جهته  اعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، إخفاق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على بيان مشترك بشأن غزة، تشجيعا لمواصلة إرهاب الدولة المنظم من قبل الاحتلال، ويفقد المجلس مصداقيته الدولية.

وقال « ان صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي يقوم بها الاحتلال ضد أبناء شعبنا، ومواصلة اللغة الدبلوماسية مع حكومة فاشية عنصرية، هو بمثابة مساندة للاحتلال.»

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023