أدانت دول عربية وإسلامية استخدام قوات الاحتلال الصهيوني القوة المفرطة ضد الفلسطينيين المشاركين في مظاهرات سلمية بقطاع غزّة اليوم إحياءً للذكرى الثانية والأربعين لـ«يوم الأرض»، وأسفرت عن استشهاد 15 وإضابة المئات.
و«يوم الأرض» مناسبة يحييها الفلسطينيون بعد أحداث يوم 30 مارس 1976 التي استشهد فيها ستة منهم داخل أراضي 48.
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أرواح الشهداء الـ15، معلنًا أنه سيطلب الحماية الدولية لشعبه؛ وقرر جعل يوم غد السبت حدادًا وطنيًا.
وفي بيان للحكومة، نددت باعتداءات جيش الاحتلال؛ ودعت إلى «تحرّك دولي فوري وعاجل لوقف إراقة دماء الفلسطينيين»، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: «تقدّمنا بطلب لعقد جلسة طارئه لمجلس الأمن لوقف وإدانة المجزرة التي تُرتكب في قطاع غزة».
مطالبات بجلسة أممية
وخارجيًا، طالبت الكويت بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، كما قال دبلوماسي لوكالة الأناضول التركية.
وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص لمواجهة التظاهرات السلمية في قطاع غزة، واعتبرت التصعيد العسكري «الإسرائيلي» الخطير انتهاكا صارخًا للمواثيق والقوانين الدولية.
وطالبت -في بيان- البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمّل مسؤولياتهما ولجم آلة الحرب «الإسرائيلية» وسياسة العقاب الجماعي التي تتبعها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء.
وأكدت الوزارة دعم دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، وشدّدت على تمتعه بسائر حقوقه غير القابلة للتصرّف، بما فيها حق العودة، مجدّدة التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، بما يضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أما مصر، فأدانت وزارة خارجيتها مساء الجمعة الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حق العودة، وحق إنشاء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ داعية إلى تفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.
وقالت مصر إنّ إحياء يوم الأرض يذكّر الجميع بضرورة العمل الجاد والسريع من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية؛ داعية جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس وعدم تعريض حياة المدنيين لمزيد من المخاطر، محذرة من خطورة استمرار الوضع القائم من دون استئناف السلام، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس مرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
كما أدان الأزهر الشريف بشدة «سقوط عشرات الشهداء، ومئات الجرحى، من جراء القمع الوحشي لقوات الاحتلال الصهيوني قبل المظاهرات والمسيرات السلمية، التي نظمها أبناء الشعب الفلسطيني، الجمعة، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض»، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بدعم صمود الشعب الفلسطيني وكفاحه الوطني.
وفي بيان له، جدّد الأزهر دعمه ومساندته الكاملة للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وانتفاضته الباسلة ضد سياسة مصادرة الأراضي والتهويد التي تنتهجها قوات الاحتلال، مشددا على أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
ودعا الأزهر مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته بشأن وقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، سائلاً الله تعالى أن يتغمّد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، بعدما أعرب عن خالص عزائه في شهداء الشعب الفلسطيني المناضل.
انتهاكات بحق عُزل
وبدورها، استنكرت الجامعة العربية «بأشدّ العبارات التعامل الوحشي مع الفلسطينيين»، محمّلة -على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط- «الاحتلال المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن الأرواح التي أُزهقت».
وأعربت تركيا عن إدانتها لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين المدنيين العزل المشاركين في المظاهرات التي انطلقت بمشاركة آلاف الفلسطينيين، وقال بيان للرئاسة التركية: إنه «لا يمكن القبول بوقوع خسائر بشرية وانتهاك للقوانين الدولية في المنطقة (قطاع غزة)»، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهما.
وحمَّل الأردن الاحتلال مسؤولية ما يجري في غزة، والذي نتج عن «انتهاكها لحق التظاهر السلمي واستخدامها للقوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني العُزل»، ودعا الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، المجتمع الدولي للنهوض «بمسؤولياته في الضغط على إسرائيل للالتزام بمسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال».
وقال إن «استمرار غياب آفاق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية الذي يضمن الحق في الحرية والكرامة والدولة للشعب الفلسطيني سيعمل على تجذير بيئة اليأس الذي يولّد التطرّف ويدفع إلى المزيد من العنف والدماء، ويصبّ في النهاية لصالح الأجندات المتطرفة وأصحابها في المنطقة».
وفي المغرب تظاهر مئات في المغرب بالعاصمة الرباط للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين المشاركين بمسيرات العودة، ورفع المشاركون في الوقفة الاحتاجية التي جرت أمام مبنى البرلمان شعارات تطالب جميع الدول بالتحرّك من أجل وضع حدّ لانتهاكات إسرائيل المتواصلة.
وقال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في تغريدة عبر «تويتر»، إنه يتوق لليوم الذي ينعم فيه الشعب الفلسطيني بالحرية وبدولته المستقلة.