اقتحم فريق من المحققين البريطانيين مكاتب شركة كامبريدج أناليتيكا لتحليل البيانات في لندن، والمتورطة في استغلال بيانات ملايين المستخدمين لموقع فيسبوك، للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، واستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا.
ودخل مفتشون تابعون لهيئة تنظيم الإعلام مكاتب كامبريدج أناليتيكا، مساء الجمعة في الثامنة ليلا، واستمر التفتيش لمدة 7 ساعات، قبل أن تنقل كاميرات الوكالات العالمية، تحركاتهم في شاحنة مغلقة يعتقد أن فيها الأدلة التي عثروا عليها.
وقد منحت المحكمة العليا هيئة تنظيم الإعلام إذنا بتفتيش مكاتب الشركة في خضم اتهامات لها بأنها جمعت عام 2014 بيانات الملايين من الأشخاص، المشتركين في موقع فيسبوك، دون موافقتهم.
وقالت إليزابيث دينهام، مفوضة هيئة تنظيم الإعلام، إنها تبحث فيما إذا كان جمع البيانات الشخصية قد جرى «بموافقة المعنيين»، وإذا وافق المعنيون على نشر بياناتهم، وما هي الإجراءات التي اتخذت لحفظ البيانات، وإذا كانت إجراءات فيسبوك قوية عندما علم بضياع البيانات.
وكامبريدج أناليتيكا هي الشركة التي استأجرت حملة دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية عام 2016 خدماتها، ومتهمة من قبل أشخاص عملوا فيها سابقا بالاستيلاء بطريقة غير قانونية على البيانات الشخصية لعشرات الملايين من مستخدمي فيسبوك بهدف التأثير في ناخبين محتملين.
وتمت عملية جمع معلومات مستخدمي فيسبوك من خلال تطبيق عن تقييم الشخصية أنشأه عالم نفس من جامعة كامبريدج اسمه ألكسندر كوغان، وقام 270 ألف شخص بتنزيله ما سمح لكوغان بالدخول إلى معلوماتهم الشخصية والمواد التي حازت إعجابهم. وكان هذا ممكنا بموجب قوانين فيسبوك في ذلك الوقت.
نفي كامبريدج أناليتيكا وفيسبوك
وتنفي شركتا كامبريدج أناليتيكا أنها استعملت البيانات التي جمعتها من فيسبوك عام 2014 في عملها مع حملة دونالد ترامب، أو أي عمل لصالح حملة «الخروج من الاتحاد الأوروبي»، كما تنفي فيسبوك مخالفة القانون.
وقال المدير التنفيذي المؤقت في كامبريدج أناليتيكا، ألكسندر تيلور، إن الشركة على اتصال بهيئة تنظيم الإعلام منذ فبراير 2017، وهي ملتزمة بالتعاون معها في هذا التحقيق.
وأضاف، في بيان، أن «عمليات المراقبة بينت في 2015 أن الشركة تخلصت من جميع بيانات فيسبوك، وهي الآن تجري تحقيقا مستقلا من طرف ثالث للتأكد من عدم وجود أية بيانات أخرى».
وأوقفت الشركة مديرها التنفيذي، ألكسندر نيكس، الثلاثاء، بعدما نشرت القناة التلفزيونية الرابعة صورا يبدو فيها نيكس وهو يقترح أساليب يمكن للشركة استعمالها لإحراج السياسيين على الإنترنت.
ومن جهته، كذب مدير حملة «صوت للخروج من الاتحاد الأوروبي» دومينيك كامينغز مزاعم علاقة حملته بشركة كامبريدج أناليتيكا. وقال «إدعاءات صحيفة الأوبزرفر خاطئة ومتناقضة وبلا معنى».