قال وزير الدولة اليمني «صلاح الصيادي»، الذي أعلن استقالته من منصبه (الأربعاء) من قلب العاصمة السعودية الرياض، إنّه قرّر مغادرة منصبه بعدما باتت الحكومة الشرعية تابعة تمامًا للتحالف العربي، ولم يعد في مقدور الرئيس «عبد ربه منصور هادي» الذهاب إلى مناطق يمنية محرّرة.
وأضاف أن عرقلة الرئيس هادي من العودة إلى أي جزء من المناطق المحرّرة «أضْعَفَ مؤسّسات الشرعية لصالح مليشيات ومشاريع تتنافى مع أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل (تساندان الشرعية في اليمن) وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن».
وتابع أنّ ثمة عرقلة لأعمال الحكومة لإعادة الحياة إلى المناطق المحرّرة وحجب الدعم عنها منذ أكثر من عامين، وتعطيل مرافق هذه المناطق ومؤسساتها.
تغيّر بوصلة الغايات
وبشأن أهداف حملات التحالف وغاياتها، رأى الصيادي أنّ بوصلتها انحرفت من بعض أطرافه، وبات اليمن «مهدّدًا بالتشرذم»، و«هناك تأخير للحسم والتحرير؛ ما يُعرّض اليمنيين إلى ويلات ومآسٍ لا حصر لها على الأصعدة كافة، ويرفع تكلفة الحرب من دماء اليمنيين».
وأكّد أنّ هناك مؤشرات على هزلية «إعادة إعمار اليمن؛ تظهر جليّة في المناطق المحرّرة التي ما زالت ترزح تحت أنقاض الدمار والخراب»، إضافة إلى «تقصير» التحالف العربي تجاه اليمن ومواطنيه؛ «خاصة أن بلدنا تحت الفصل السابع (الوصاية)».
وأضاف أنّه «كان يُفترض أن تقوم دول التحالف بكل ما يلزم من توفير الخدمات والمرتّبات ومتطلّبات الحياة الأساسية للشعب اليمني ما دامت قرّرت أن تكون تلك الوصاية تحت ولاية دول التحالف العربي لدعم وإعادة الشرعية إلى اليمن، وليس إلى غيره».
سلب القرار السيادي
وبشان العلاقة بين الدولة الشرعيّة اليمنية والتحالف العربي، اعتبر أنّها باتت «غير متكافئة وغير طبيعية، وانتقلت من الشراكة إلى التبعيّة التامة»، منتقدًا «عدم التعاطي مع قضيّة معاناة المغتربين اليمنيين وترحيلهم والتضييق عليهم في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمرّ به اليمن»، وقال إنه أمر «يُثير الاستغراب، ويضع قيادة الشرعية تحت ضغوط غير مبرّرة وغير مقبولة نهائياً».
وأضاف أيضًا أنّ «سلب القرار السياسي الوطني والسيادي كأدنى حقّ للمؤسّسات الشرعية؛ من خلال تشكيل لجنة ثلاثية تقوم مقام السلطة الشرعية اليمنية، ومصادرة حقّها في أبسط القرارات المُناطة بالرئاسة والحكومة اليمنية».
ورفض «الصيادي» القيود التي يفرضها التحالف العربي على أصحاب الرأي الناقدين لبعض الاختلالات أو السلبيات التي تهدف إلى «تصحيح الأخطاء» في الأداء العام. وأكّد رفضه لما يتم خارج علم ومعرفة القيادة الشرعية لليمن من حوارات واتفاقات وتفاهمات.
ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية تحالفًا عسكريًا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات (بينها صنعاء) منذ 21 سبتمبر 2014؛ وخلّفت الحرب أكثر من مئات القتلى والجرحى وتسبّب في انهيار النظام الصحي وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. كما تحتجز المملكة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتمنعه من العودة لليمن، بينما تدعم الإمارات مليشيات مسلّحة تسعى لفصل جنوب اليمن عن شماله.