تستمر أزمة عبدالله السعيد، صانع ألعاب فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، في إثارة الجدل في الوسط الرياضي المصري؛ بعد أن كشف الزمالك عن عقود اللاعب للانتقال «للفارس الأبيض».

وشهدت الفترة الأخيرة، أزمة داخل الأهلي؛ بسبب التجديد لعبدالله السعيد؛ بعد خلاف بين الإدارة واللاعب حول المقابل المادي، قبل أن يتصدر مشهد توقيع اللاعب، للغريم التقليدي، الزمالك.

وبعد أنباء التوقيع للزمالك، وبتدخل من تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة الرياضية السعودية، وتقديم الدعم المالي لعبدالله السعيد، أعلن النادي رسميًا تمديد عقد اللاعب.

وكشف مرتضى منصور، رئيس الزمالك، في مؤتمر صحفي، عن عقود عبدالله السعيد، التي وقع عليها، للانضمام للنادي، ليقرر النادي الأهلي، عرض اللاعب للبيع أو الإعارة بنهاية الموسم، كإجراء «تأديبي»، حسبما وصفه سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة «بالأحمر».

ووسط غضب مجلس إدارة الأهلي، نستعرض في التقرير، 4 عوامل قد تؤدي لتراجع النادي عن قراره تجاه السعيد.

الالتزام
يعد عبدالله السعيد، من أكثر اللاعبين بالنادي الأهلي التزامًا، فمنذ انضمام اللاعب، في عام 2011 لم يحدث أية أزمات بالنادي، أو مع زملائه بالفريق.
ولم يصدر الأهلي، أية عقوبات تجاه عبدالله السعيد، لأسباب تأديبية أو انضباطية.
ووُصف السعيد، من قبل عدد من الأشخاص، الذين كانوا في الأجهزة الفنية، لقيادة الفريق، أنه من أكثر اللاعبين التزامًا وهدوءًا بين زملائه.
كما يظهر في المباريات، مدى هدوء عبدالله السعيد، وعدم إثارة الأزمات أمام المنافسين، أو مع الحكام.

شرعية الموقف
تفاوض عبدالله السعيد مع الزمالك، هو أمر شرعي بالنسبة للاعب، وفقًا للوائح الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي يعطي الحق لأي لاعب بالتفاوض والتوقيع مع أي نادٍ آخر، في الشهور الـ6 الأخيرة التي تربطه بناديه.
وكان من المقرر أن ينتهي عقد عبدالله السعيد مع الأهلي، بنهاية الموسم الجاري، ما يعطيه الحق بالتفاوض مع أي نادٍ آخر، والتوقيع له، وهو ما يعطي شرعية لموقف اللاعب.

المنتخب
ثالث العوامل التي قد تؤثر على مجلس إدارة الأهلي، وتدفعه لحل أزمة اللاعب، هو مدى أهمية الموقف الحالي بالنسبة للكرة المصرية؛ إذ يستعد المنتخب الوطني الأول، للمشاركة في نهائيات كأس العالم، روسيا 2018، وهو حلم انتظرته الجماهير لـ28 عاما.
ويعد السعيد، من القوام الأساسي، والعناصر المؤثرة في منتخب مصر، ومن ثم فتأثر اللاعب بأزمة مع ناديه، أو ابتعاده عن المشاركة، يؤثر سلبيًا على المنتخب الوطني، ويهدد مسيرته، في البطولة التي مقرر أن تنطلق في الصيف المقبل.
وترددت أنباء، في الأيام الأخيرة، حول اعتزام المهندس هاني أبوريدة، رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، التدخل في أزمة عبدالله السعيد، والتواصل مع نظيره في الأهلي، محمود الخطيب، للتراجع عن قراره، لمصلحة منتخب مصر.

حاجة الفريق
رابع الأسباب، التي سيضعها مسؤولو النادي الأهلي، عند مناقشتهم العروض المقدمة للسعيد، في اعتبارهم، هو حاجة الفريق لمجهودات عبدالله السعيد، الذي يقدم دعما كاملا ومؤثرا داخل أرضية الملعب.
ويعد السعيد من الركائز الأساسية لدى حسام البدري، المدير الفني «للأحمر»، والذي لم يجد بديلًا مناسبًا للاعب، في الأوقات التي يتعرض خلالها للإصابة.
ويبقى الأهلي أمام مرحلة مهمة للغاية؛ إذ يأمل الفريق في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا، التي تغيب كأسها عن القلعة الحمراء، لأربعة مواسم، ويحاول مجلس الإدارة الجديد، بقيادة الخطيب، تقديم الدعم الكافي، من أجل استعادة البطولة الغالية، وهو ما قد يدفعهم للتراجع عن قرار رحيل السعيد.