يأمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أن يرى السعودية تتغير بالفعل، وهو ما ينشده من زيارته لواشنطن هذا الأسبوع، وأنه يريد مملكة أكثر انفتاحا وأكثر تقدما وأن تكون ناضجة بما فيه الكفاية لجذب الاستثمارات الأجنبية، بجانب محاولته إقناع العالم بأن النظام الملكي السعودي القديم، والذي كان عقبة أمام التقدم لم يعد متواجدا، مؤكدا أن أسلوبه القيادي الاستبدادي هو بالضبط ما يحتاجه العالم الآن، هكذا يحاول يقنع ابن سلمان الأميركيين، بنفسه، هذا ما قاله كريستوفر ديفيدسون، المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط على ميدل إيست آي.
وأضاف وفق ما ترجمت شبكة رصد، هذا ما يريده ابن سلمان بالضبط، حتى لو استلزم الأمر حبس وتهديد مئات الأمراء ورجال الأعمال وتأمم كبرى الشركات.
ويريد ابن سلمان إقناع صناع السياسة الأميركيين بأن إدارته الجديدة أيضا، منفصلة تماما عن تلك الجمعيات الخيرية المدعومة من قبل المملكة والمنظمات الخيرية التي أخرجت متطرفين هاجموا حتى المواطنين الغربيين أنفسهم.
وعلى ما يبدو فإن كبار المسؤولين السعوديين اعترفوا بالفعل بأن ماضي مملكتهم كان مؤلما خاصة بالنسبة للغرب، لذا تحاول الرياض حاليا إقناع واشنطن بأن السعودية التي مولت الإرهاب اختفت الآن، وأن الذنب ليس ذنب نظامه، بل ذنب آبائه الملوك.
ومن المقرر أن يجتمع ابن سلمان في واشنطن العاصمة، بالليبراليين والمحافظين على حد سواء، وهم بدورهم سيفرشون له السجادة الحمراء، معتقدين أن المملكة بالفعل تسير على طريق من شأنه يساهم في تعزيز استقرار الشرق الأوسط، والقضاء على الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، التي عانت من اضطرابات وتغير تحالفات لمدد طويلة.
زيارة واشنطن وتمكين ابن سلمان
وفقا للكاتب، فإن الزيارة ستمنح ولي العهد السعودي شعورا بأنه مكن نفسه، خاصة بعد استقباله في المطار بحفاوة ودفئ، وخاصة وأن السعودية استقبلت رحيل ريكس تيرلسون بابتهاج وترحيب على نطاق واسع، ومن قبل الإماراتيين بس، خاصة وأنه كان بمثابة انقلاب للسياسة الخارجية السعودية الإماراتية.
خاصة وأن تيرلسون حاول خلال الفترات الماضية عرقلة عدد من سياساتهم التي أفضت لأزمات، خاصة فيما يتعلق بحصار عدوهم الأول قطر، التي دعمت جماعة الإخوان المسلمين، وكانوا يرونه مناقضا للدعم الأميركي الغير مشروط لهما، وأصابهم بخيبة امل شديدة، خاصة وأنهم أرادوا أيضا تغيير النظام القطري، وتمكين آخر من العرش.
ورغم أن الانقسام داخل الإدارة الأميركية كان واضحا حيال سياسات الإمارات والسعودية، إلا أن دبلوماسية تيرلسون كانت أكثر ترابطا من دبلوماسية ترامب الرسمية.
وكان ترامب دعم الحصار القطري، بتغريدة في يونيو الماضي، ودعم الإجراءات السعودة الإماراتية، وأدان علاقة قطر بالإرهاب دون تقديم أي دليل على ذلك، وعلى ما يبدو أنه اتخذ قراره دون استشارة أي دبلوماسي أو مسؤول أميركي.
اللحظة مناسبة
وبعد أشهر من دعم القرار ضد قطر، قام صهره جاريد كوشنر، بزيارة غير معلنة للرياض، ورغم أن هدفها الظاهري كان مناقشة خطة السلام في الشرق الأوسط، إلا أنه لم يتم تقديم أي تفاصيل للجمهور عن تفاصيل الزيارة.
وبعدها بأيام قليلة اتخذ ابن سلمان أجرأ خطوة له، وهي بدء حملة تطهير الفساد أو ما أسماها بذلك.
وتأتي إقالة تيرلسون تزامنا مع زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن، وإطلاقه ف تلك اللحظة، سُنظر إليه على أنه مكافأة من البيت الأبيض للسعودة والإمارات.لقد ظل تيلرسون في وقت ضائع لفترة طويلة: ربما منذ أن وصف رئيسه بأنه “معتوه” ، ثم رفض إنكار أنه قال ذلك.
ومن المرجح أيضا على نطاق واسع، أن تكون إقالة وزير الخارجية الأميركي عرض جانبي لساسات الخليج، حيث نظر إليه حتى داخل الولايات المتحدة على أنه عائقا أمام خطة ترامب الأكثر صرامة تجاه إيران، علاوة على ذلك فإن بوادر الاتفاق التاريخي بين واشنطن وكوريا الشمالية، كانت تستلزم إقالة تيرلسون من وجهة نظر ترامب.
ويبدو أن ترامب يريد إيصال رسالة بأن سياسته الخارجية التي انتهجها مستمرة ولن يقف أحد أمامها.
تحالف أمريكي سعودي أشد صرامة
وحتى لو كانت الثقة السعودية في غير محلها، من المؤكد أن اجتماعاته القادمة في أميركا لن تكون ف اتجاه واحد، وبالتأكيد لديه بعض البطاقات سيستخدمها، خاصة وأن الظروف الحالية التي تمر بها الولايات المتحدة في صالحه.
كما هو الحال مع الحكومة البريطانية، والتي تحاول بثبات استعادة مكانتها الخارجية بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، لذا شرعت في عقد صفقات موسعة وضخمة مع السعودية، ومن الواضح أن ترامب وبريطانيا، يسيران في نفس الاتجاه، وهو إثبات قدرتيهما على جلب المزيد من الصفقات والأرباح، ولا سيما وأنهم متعطشان حاليا للاستثمار.
وتوقع الكاتب أن يكون التحالف السياسي الاقتصادي الأميركي السعودي أكثر تشددا من أي وقت مضى، وهو أمر بديهي، وكان طرح شركة أرامكو للاكتتاب خطوة ذكية من السعودية، استطاعت بها جذب الأنظار إليه، وهو ما يطلق عليه أسلوب الجزرة، حيث أبقت جميع القوى الغربية مسلطة أنظارها على تلك الصفقة.
http://www.middleeasteye.net/columns/game-mohammed-bin-salman-has-few-cards-play-washington-337772908