اتّهمت رئاسة الأركان الروسية أميركا بالتحضير لتوجيه ضربات ضد أهداف تابعة للنظام في سوريا باستخدام صواريخ كروز، وتعهدت بالرد إذا استهدفت القوات الروسية.
وفي مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت، قال سيرجي رودسكوي، رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إنّ أميركا درّبت مسلحين في سوريا لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية؛ زاعمًا أنّ «المسلحين لم يتوقفوا عن محاولاتهم هذه»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
كما ادّعى أنّ «المسلحين الموجودين جنوبي البلاد حصلوا على مواد كيميائية لتصنيع السلاح تحت غطاء حمولات من المساعدات الإنسانية»، وذكر أنّ أكثر من 44 ألف نسمة غادروا الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة الإنسانية، منهم 27 ألفًا غادروها صباح اليوم السبت، ويشارك ممثلون عن الأمم المتحدة في إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية.
وأمس الجمعة، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا»، في إفادة تقدم بها لمجلس الأمن، إنّ قرار وقف إطلاق النار في سوريا الذي أقره مجلس الأمن من قبل لم يُلتزم به؛ و«سكان الغوطة يعيشون الجحيم على الأرض».
تعزيزات عسكرية
وتأتي التصريحات الروسية في الوقت الذي أرسلت فيه قطعًا عسكرية بحرية جديدة إلى مياه المتوسط؛ ما أثار تساؤلات عن هذه الخطوة، خاصة أنها أعلنت قبل أشهر انتصارها على الإرهاب، وأن الأزمة في سوريا في طور الحل السياسي.
ويوم الخميس، أعلن المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأميركية «كينث ماكينزي» أنّ أميركا أرسلت تعزيزات إلى منبج والجبهات الجنوبية في سوريا؛ إثر انسحاب أفراد من قوات سوريا الديمقراطية من جنوب وادي الفرات وتوجهها نحو منطقة عفرين شمالي البلاد.
تهديدات بالتحرك
وهددت روسيا الثلاثاء الماضي بالرد عسكريًا على أيّ ضربة أميركية تستهدف سوريا، واتهمت أميركا بالسعي للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال رئيس الأركان الروسي «فاليري جيراسيموف» إنّ بلاده ستستهدف أيّ صواريخ ومنصات إطلاق تشارك في مثل هذه الضربة، بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية. وأوضح أن موسكو سترد إذا تعرضت أرواح الجنود الروس في سوريا للخطر.
وأعلنت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن «نيكي هيلي» الأسبوع الماضي أنّ بلادها لا تزال مستعدة للتحرك في سوريا «إذا تطلب الأمر ذلك»، موضحة أنّه إذا تقاعس المجلس عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا فأميركا ستتحرك، مضيفة أنّ «هذا ليس المسار الذي نفضله؛ لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضي فيه، ونحن مستعدون للمضي فيه مرة أخرى».