تجري مصر، محاولات مكثفة لإقناع الأردن ببدء الدخول الرسمي في مفاوضات «صفقة القرن»، والقبول بالمشاركة في مشروع «نيوم» السعودي، وفقا لـ«العربي الجديد».
والتقى عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، الذي قام بزيارة مفاجئة إلى القاهرة استغرقت بضع ساعات، لبحث الملفين المشار إليهما.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن الأردن يتبنى موقفا معارضا للتصور الأميركي الإسرائيلي المطروح لتسوية القضية الفلسطينية، والمعروف إعلاميا بـ«صفقة القرن»، مضيفة، أن الملك الأردني «عبدالله الثاني» يرى في الصفقة شروطا مجحفة والتزامات إضافية تقع على الأردن.
وكشفت المصادر، أن صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، «جاريد كوشنر»، زار القاهرة سرا مطلع الشهر الجاري، للقاء مسؤولين مصريين بارزين معنيين بملف «صفقة القرن».
وتضمنت اجتماعات «كوشنر» في القاهرة، التي لم يعلن عنها، الموقف الأردني، وموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض للتجاوب مع التصور الأميركي.
وبحسب المصادر، فهناك ضغوط خليجية كبيرة على عمان للقبول بالصيغة المطروحة في ما يخص مشروع «نيوم»، والذي بدا واضحا أنه جزء أصيل من «صفقة القرن» بما يتيحه من تدويل لمنطقة البحر الأحمر.
ويحاول الأردن تخفيف الضغوط الإقليمية عليه من محور «السعودية- مصر- الإمارات» المدعوم أميركيا، عبر فتح قنوات قوية مع تركيا، مع استقطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض لخطط التسوية المعلنة.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قد أعلن، في 24 أكتوبر الماضي، تدشين مشروع «نيوم»، أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، وإسرائيلية تنضم لاحقا في أعقاب التسوية الإقليمية للقضية الفلسطينية، بمساحة إجمالية تصل إلى 26.500 كيلومتر مربع، ويمتد 460 كيلومترا على ساحل البحر الأحمر.
وقبل أيام، وخلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للقاهرة، تم الإعلان عن تعهد مصر بتقديم ألف كيلومتر مربع من أراضي محافظة «جنوب سيناء» لتكون ضمن مدينة «نيوم» العملاقة.