شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب لـ«ميدل ايست آي»: الإمارات تشتري النفوذ في واشنطن على غرار اللوبي الصهيوني

أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن الإمارات العربية المتحدة، استطاعت باسخدام وسائل عدة لخلق لوبي إماراتي موازٍ للوبي اليهودي في واشنطن، والتأثير من خلاله على دوائر صنع القرار هناك.

وأضاف وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، في مقال لـ«أندرياس كرياج»، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كينجز كوليدج بلندن، أنها استخدمت مراكز الفكر والخبراء والمفكرين المؤجرين في سبيل ذلك، موضحا أن تلك كانت مهمة العتيبة منذ 2008 في الولايات المتحدة.

وأوضح أنه وسط التغطية المهووسة للتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، في 2016، إلا أن الجميع تغافل عن الدور الإماراتي الذي لا يقل أهمية عن الدور الروسي في التأثير على دوائر صنع القرار في واشنطن، بشكل عام، والبيت الأبيض بشكل خاص.

وفي الوقت الذي تستمر فيه المناقشات عن اللوبي اليهودي وتأثيره على واشنطن، فهناك أيضا اللوبي الإماراتي، الذي أثر على الكثير من السياسات طوال السنوات القليلة الماضية.

ووفقا لتحقيق قام به «روبرت مولر» عن التدخل الروسي، وجد أيضا أن الإمارات، قد تكون أحد أكثر المؤثرين وأكثرهم نفوذا في واشنطن، فيما يتعلق بسياساتها في الشرق الأوسط.

محاكاة اللوبي المؤيد لإسرائيل

بطريقة أكثر دهاءً، أنشأت أبوظبي شبكة قوية من صناع السياسات، ومراكز الفكر، والخبراء ووسائل الإعلام الاجتماعية في الولايات المتحدة، والتي تحاكي بطرق عدة طريقة اللوبي المؤيد لـ«إسرائيل».

حيث ظهرت الاستراتيجية الإماراتية لشراء النفوذ في واشنطن لأول مرة في 2008، بعد كارثة موانئ دبي العالمية، عندما اعترض صانعو السياسة الأميركية على الاستحواذ على الموانئ الأميركية الرئيسية من قبل شركة إماراتية، وردا على ذلك، حرصت الإمارات على تغيير صورتها السلبية، وأنها مجرد بلد آخر في الشرق الأوسط.

وكان محمد بن زايد، ولي العهد الإماراتي، عين السفير «سئ السمعة» يوسف العتيبة، في واشنطن، وتولى العتيبة، مهمة تشكيل سرد في الولايات المتحدة، يزعم أن الإمارات دولة شرق أوسطية متسامحة، تشارك واشنطن نفس مخاوفها الأمنية.

ومثلما يفعل اللوبي اليهودي، شرع العتيبة في تكوين رباطات وصداقات مع المحافظين الجدد ومراكز التفكير وصناع السياسات، وسمحت علاقاته الواسعة فعلا، في تجسيد الرؤية الإماراتية فيما يتعلق بسياسات الشرق الأوسط، كما ساهمت في تعميق المخاوف بشأن الإسلام السياسي الإيراني، وتقديم نفسها كأنها «سلكوية ليبرالية»، تشكل حصنا لأميركا من شرور الشرق الأوسط.

استراتيجية هجومية

وبصرف النظر عن تكوين علاقات شخصية داخل النخب المحافظة في واشنطن، إلا أن «العتيبة» أدرك بصورة جيدة أن مجتمع الفكر المستقطب في الولايات المتحدة، سيسهم في إرساء صدق الرواية الإماراتية، حيث تم استثمار عشرات الملايين من الدولارات لشراء عقول المحللين والمفكرين في مراكز الدراسات، مثل مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية والمجلس الأطلسي ومعهد الدول الخليجية وغيره، وهو ما جعل أبوظبي في قلب القوة الأميركية.

وكانت مهمة العتيبة في البداية، دفاعية، لكن ببدء ثورات الربيع العربي أصبحت الاستراتيجية هجومية، فعندما اجتاح التغيير منطقة الشرق الأوسط في 2011، دافعت الرواية الإماراتية عن «الاستقرار السلطوي»، بعكس جارتها قطر، التي دعت إلى ضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية والسماح بالتعددية السياسية.

وطوال السنوات القليلة الماضية، دأبت الإمارات على إنفاق الأموال لتعبئة الرؤى المناهضة لإدارة أوباما، وقبل كل شئ تشويه سمعة قطر.

وبعد أزمة الخليج في 2014، أصبحت الرسائل الإماراتية أكثر عدوانية، وأسهم جيشها من المفكرين المأجورين والخبراء، في الترويج لفكرة دعم قطر للإرهاب، وهي الرواية التي وجد صداها يتناقل بين جل مراكز الفكر الأميركية، والتي خلطت بطريقة ما بين الإسلام السياسي، والدولة الإسلامية السلفية الجهادية.

واستخدموا المساعدات التي قدمتها قطر لحماس في غزة، في تأصيل صورتها بأنها مدافع عن الإرهاب، واعتبار المعارضين السياسين في ثورات الربيع العربي إرهابيين أيضا، وهو سرد قائم في كل الأحوال على المخاوف المتعلقة من العلاقة المؤيدة لـ«إسرائيل».

فن التلاعب
وبالرجوع إلى عام 2016، رأت الإمارات في حملة ترامب الرئاسية الفرصة المناسبة لتوسيع نفوذها بطريقة فريدة داخل البيت الأبيض، حيث قامت حملة الرئيس الأميركي في الأساس على المحافظين الجدد والمتخوفين من الإرهاب، وفعلت ذلك عن طريق وكلاء إماراتيين في واشنطن مثل «إريك وبرينس وإليوت برودي» وهم أشخاص يقيميون علاقات تجارية مع أبوظبي.

كما بدأ صهر ترامب، جاريد كوشنر، المقرب من أيباك، أو اللوبي الصهيوني، بالتلاعب مع الإمارات، خاصة بعدما عانى من اضطرابات مالية.

واستطاعت الإمارات عن طريق الرسائل الموجهة والخبرات المدفوعة والعلاقات الشخصية والتجارية، من السيطرة على خطاب واشنطن حول شؤون الشرق الأوسط، وكذلك تشكيل نهج ترامب فيما يتعلق بالحصار ضد قطر، خاصة بعدما أصبح كوشنر مبعوثات للمنطقة.

وبسبب علاقته الشخصية مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، واللوبي الإماراتي، بالإضافة إلى اللوبي الصهيوني، استطاعت الإمارات تنفيذ خطة حصار قطر، واستطاع كوشنر بطريقة ما، تقويض اعتراضات وزراء الخارجية والدفاع الأميركيين وهي الرؤية المناهضة للحصار.

ورغم تحقيق مولر، الذي أثبت التورط الإماراتي في التأثير على سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط، إلا أن الشبكة الإماراتية الوطيدة مع المحافظين الجدد، خلقت صدى واسعا للإمارات في البيت الأبيض، لا يمكن تجاهله، وبذلك تكون أبوظبي شكلت لوبي موازيا للوبي اليهوي، من خلال آليات ضغط مختلفة، واستخدام وسائل الجيل الخامس.

http://www.middleeasteye.net/columns/trump-s-middle-east-policy-clutches-uae-information-warfare-359170749



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023