على الرغم من التحركات السعودية لإخراج مشهد زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، بصورة المرحب به، والتعاقد مع شركات الدعاية البريطانية من أجل تلميع الشخصية، إلا أن الاحتجاجات ضربت الشوارع استقبالا للزائر السعودي.
تنديد بدعايات الأمير
شركات الدعاية لم تدخر جهدا في نشر صور الأمير في الشوارع البريطانية، وعربات الدعاية، ونشر مئات الإعلانات في الشوارع والميادين العامة وعلى الحافلات وسيارات النقل الضخمة والتي تصوره كـ«قائد للتغيير في السعودية»، احتفالا باستقباله، للمرة الأولى كولي عهد في لندن، وهو ما انتقدته عضو البرلمان البريطاني كارولين لوكاس، منددة بشركات الدعاية التي قبلت إعلانات ولي العهد في بريطانيا، ووصف ذلك بالعار وقالت إنه «مجرم حرب ويعذب شعبه».
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن ولي العهد السعودي لا يروج للإصلاح داخل السعودية ولا للسلام في اليمن، على عكس الانطباع الذي يتم الترويج له.
Can't get over how bizarre it is to have these trucks driving around London welcoming a leader of a regime which tortures its own citizens and commits war crimes.
Shame on the companies running these adverts – you should never have accepted them. https://t.co/OfG7I81BYq
— Caroline Lucas (@CarolineLucas) March 6, 2018
ووصل محمد بن سلمان، إلى العاصمة البريطانية لندن، فجر اليوم (الأربعاء)، في زيارة هي الأولى له تستغرق 3 أيام؛ حيث من المقرر أن يعقد ابن سلمان محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ويتناول الغداء مع الملكة إليزابيث.
وخرجت مظاهرات احتجاجية سبقت وصول ولي العهد السعودي إلى بريطانيا، تحمل عددا من الاعتراضات والرسائل للجانب السعودي والبريطاني.
أوقفوا بيع صفقات الأسلحة
ويتهم نشطاء وسياسيون معارضون، بريطانيا بمؤازرة السعودية في حربها على اليمن، من خلال بيع الأسلحة التي أسقطت مدنيين في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية.
ومن أبرز المناهضين لصفقات الأسلحة، هو جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، وتشير إحصائيات إلى أن بريطانيا وافقت على صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني (6.4 مليارات دولار) منذ بداية الصراع في اليمن الذي قتل فيه أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن.
وطالب كوربين، رئيسة الوزراء البريطانية بإعلان وقف مبيعات السلاح البريطانية للرياض بالتزامن مع لقائها ولي العهد السعودي.
ودعت حملة أوقفوا الحرب إلى وقف تصدير الأسلحة للرياض، لافتة إلى أن هناك حاجة لسياسة خارجية أخلاقية لبيع السلاح، ودعت إلى التظاهر غدا أمام مقر الحكومة احتجاجا على زيارة ولي العهد السعودي.
تشير الأرقام السرية التي حصل عليها موقع ميدل إيست آي البريطاني إلى أن الحكومة البريطانية أشرفت باستخدام التراخيص المفتوحة السرية على زيادة بنسبة 75% في مبيعات أسلحة إضافية للسعودية.
إنهاء الأزمة اليمنية
الأزمة اليمنية تسيطر على الزيارة الأولى لولي العهد السعودي، خاصة وهو من يطلق عليه «مهندس حرب اليمن»، باعتباره وزير دفاع الدولة التي تقود التحالف العربي، وسط احتجاجات حقوقية بعد تزايد الأزمة وسقوط الكثير من المدنيين وانتشار الامراض والأوبئة، ما دفع رئيسة الوزراء البريطانية، إلى التصريح بأنها ستعبر عن القلق العميق إزاء الوضع الإنساني في اليمن.
وتنظم حملة «أوقفوا الحرب» تجمعا أمام مسكن رئيسة الوزراء البريطانية، اليوم في الساعة الخامسة مساء، لإدانة «القصف الوحشي وغير المشروع» الذي تشنه السعودية في اليمن، ودعم بريطانيا للنظام السعودي.
وقالت الحملة إن السطات السعودية وصلت إلى مستوى غير مسبوق في انتهاكات الحرب في اليمن.
وستنظم جماعة «أنقذوا الأطفال» فعالية للتعبير عن رفض الحرب اليمنية بوضع تمثال بالحجم الطبيعي لطفل بالقرب من البرلمان البريطاني للفت الأنظار إلى العنف الذي تشارك القنابل البريطانية الصنع في تغذيته.
القمع مستمر في المملكة
يحاول الأمير أن يقدم نفسه للحكومات الغربية، على أنه رجل الإصلاح، خاصة بعد الخطوات التي اتخذها مؤخرا في المملكة، في إطار الانفتاح وفقا لرؤية «2030».
كتب الأمين العام لحزب «الأمة» الإسلامي، عبدالله السالم، على «تويتر»، إن الأحزاب السعودية قدّمت عريضة مشتركة لتيريزا ماي طالبتها فيها ببحث مشاكل اضطهاد حقوق الإنسان الجسيمة في السعودية وحملات الاعتقالات المتكررة ضد المعارضين السلميين والأساتذة الأكاديميين، كما يتم التخطيط لوقفات احتجاجية أمام الأماكن التي سيزورها ولي العهد لفضح انتهاكاته في الحرب الدموية على اليمن وغيرها.
ودشن نشطاء على مواقع التواصل، هاشتاج باسم «SaudiPrinceNotWelcome»، احتجوا خلاله على زيارة ولي العهد، ونشروا إحصائيات الأزمة اليمنية وعدد القتلى، وصورا كاريكاتيرية.
War in Yemen has killed an estimated 10,000 people and where 8.3 million people depend on food aid and 400,000 children have life-threatening levels of malnutrition. #SaudiPrinceNotWelcome
— Fuad Alakbarov (@DrAlakbarov) March 6, 2018
This is too funny! In opposition to the #SaudiPrinceNotWelcome protests, #Saudi #FakeNews has created the inept @Welcome__Prince.
I am so please we are having such a great effect and the Butch of #Yemen is upset that people in Britain do not want him here!
— Sam Walton (@SamWalton) March 4, 2018
#محمد_بن_سلمان الخائف الذي دفع ملايين الدولارات للوحات اعلانية في شوارع #لندن حتى الجانبية منها بائس وضعيف ومتردد ويخشى عواقب سياساته المارقة
— د. سالم المنهالي (@mnhal_sm) March 7, 2018
الأحرار يستقبلون مجرم الحرب بن سلمان!
ويفضحون مؤامرات بن زايد!
انها الحرية التي نتمتع بها..نشجب ونندد..نعتصم ونتظاهر..نعترض على ضيوف البلاد!
دون أن نهدد في أمننا..أو نعاقب على رأي!#SaudiPrinceNotWelcome pic.twitter.com/PaNXftmwht— عبدالله محمد الصالح (@abdullahalsaleh) March 7, 2018