بثّت شبكة «الجزيرة» اليوم الأحد الجزء الأول من تحقيق «قطر 96»، وهو فيلم يعرض للمرة الأولى شهادات تكشف دور السعودية والإمارات والبحرين ومصر في التخطيط والإعداد لمحاولة الانقلاب على نظام الحكم في قطر عام 1996.
وأظهر التحقيق، المعروض ضمن برنامج «ما خفي أعظم»، أنّ خلية إدارة انقلاب قطر تشكَّلت بإشراف مباشر من الأمير سلطان بن عبد العزيز (السعودية) والشيخ محمد بن زايد (الإمارات) والملك حمد بن عيسى (البحرين) واللواء عمر سليمان (مصر).
مباشر | #ما_خفي_أعظم يكشف خبايا محاولة الانقلاب على نظام الحكم في #قطر عام 1996 #قطر_96 https://t.co/4LFOwWO4Jw
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 4, 2018
وثائق حصرية وخفايا لم تكشف من قبل عن محاولة الانقلاب على نظام الحكم في #قطر.. قناة #الجزيرة تبث غدا الأحد الجزء الأول من تحقيق #قطر_٩٦ ضمن برنامج #ما_خفي_أعظم pic.twitter.com/E7iRFChbzM
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 3, 2018
وعن ساعة الصفر في انقلاب قطر، كشفت وثيقةٌ سريّة أنها كانت الساعة الثالثة فجر يوم 14 فبراير عام 1996. كما أظهرت وثيقة مسربة صادرة عن الاستخبارات السعودية فرع الطائف حجم الدعم والتسهيلات التي قُدِّمت للعسكريين القطريين المشاركين في المحاولة الانقلابية.
وفي التحقيق، قال سفير أميركا الأسبق لدى قطر باتريك ثيروس: «كانت هناك محاولات من الدول المجاورة لاستقدام مرتزقة أجانب؛ تمهيدًا لدخول الأراضي القطرية والانقلاب على نظام الحكم».
ويعرض التحقيق شهادة أبرز قيادات الانقلاب، بينهم فهد المالكي المسؤول السابق في المخابرات القطرية والمفرج عنه حديثًا بعد إلغاء حكم الإعدام بحقه، وفهد عبدالله جاسم أحد المحكوم عليهم بالإعدام.
وتكشف هذه الحلقة (من مجموع حلقتين) مسلسل دعم السعودية الخفي لتغيير نظام الحكم في قطر منذ عام 1996 أثناء محاولة انقلابية انتهت بالفشل، بينما كشف المتورطون عن الوسائل التي عملت السعودية بها والتخطيط المحكم لقلب نظام الحكم بالدوحة، كما تكشف عن تأسيس غرفتَي عمليات لإدارة انقلاب قطر بالمنامة البحرينية للتنسيق والاتصال، وفي الخُبَر السعودية لقيادة العملية.
الجزيرة تفتح لأول مرة ملف محاولة الانقلاب في قطر عام ١٩٩٦م
ما خفي أعظم .. الجزء الأول يأتيكم مساء الأحد القادم الساعة ٢٢:٠٥ بتوقيت مكة المكرمة #قطر٩٦#ما_خفي_أعظم pic.twitter.com/1Cl7ICjb1t— تامر المسحال (@TamerMisshal) February 26, 2018
دعم مصري عسكري
أما الدور المصري فتجسد في تكفل مخابراتها بدعم الانقلابيين بالأسلحة والمشاركة الاستخباراتية؛ عبر تجنيد لواءين مصريَّين متقاعدَين كانا داخل قطر.
وقال حمد جابر جلاب المري، المعاون الرئيس لقائد خلية الانقلاب، إنّ «كميات من الأسلحة المصرية دخلت الأراضي القطرية تمهيدًا للانقلاب على نظام الحكم».
وحملت وثيقة مسربة توقيع أمير منطقة الرياض حينها سلمان بن عبدالعزيز (الملك الحاكم حاليًا) وتُظهر موافقته على جلب مليشيات قبلية للمشاركة في الانقلاب، وإعادة الشيخ خليفة بن حمد إلى الحكم.
فشل المحاولة
وعن محاولة الانقلاب، حشد فجر 14 فبراير عام 1996 قوات سعودية وبحرينية وإماراتية لدعم المشاركين في الانقلاب، وكُلّف اللواء الثامن السعودي المتمركز في منطقة الأحساء بالتوجه لمنفذ سلوى الحدودي لدعم الانقلابيين، بينما كانت قوة بحرينية خاصة تستعد لتنفيذ إنزال غرب الدوحة وتصطحب وحدة إعلامية في حال عدم السيطرة على التلفزيون (القطري)، وتعهدت قوة جوية إماراتية بالسيطرة على الأجواء القطرية وإنزال الشيخ خليفة بن حمد في قاعدة عسكرية بجوار مطار الدوحة.
لكن، أفشلت هذه المحاولات بعد أن كشفها عسكري مشارك قبل ساعتين من ساعة الصفر لتتم بعدها عمليات اعتقال للمشاركين الذين تمكن معظمهم من الهرب واعتقل بعضهم بينهم سعوديون، بحسب السفير الأميركي الأسبق باتريك ثيروس، الذي أشار أيضا إلى غطاء الدول الجارة لقطر في دعم الانقلاب وإدخال الأسلحة.
وتنفذ الدول التي قادت الانقلاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) حاليًا حصارًا على قطر منذ 5 يونيو الماضي، إذ قطعت علاقاتها مع الدوحة بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه قطر وتؤكد أنها محاولة للسيطرة على قرارها السيادي.