شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مبادرة مصر هل تُعين الثورة السورية؟ – شاهين فوزي

مبادرة مصر هل تُعين الثورة السورية؟ – شاهين فوزي
  تمضى الثوره السوريه فى مخاض أليم يضحى فيه الشعب السوري الأبى بفلذات أكباده من الشهداء فعلى مدار 18...

 

تمضى الثوره السوريه فى مخاض أليم يضحى فيه الشعب السوري الأبى بفلذات أكباده من الشهداء فعلى مدار 18 شهراً سُفكت دماء عشرات الآلاف من الأبرياء على يد عصابات السفاح بشار، وكأن المصالح المحليه والدوليه قد اجتمعت على ادخال سوريا فى مأساة وحشيه طويله ليس لها نظير، فى هذا الإطار تأتى مبادرة الرئيس مرسى لتمثل ضوءاً فى نهاية النفق المظلم ، فقد ارتكزت على أربعة دول كبيره لها اتصال مباشر بالشأن السورى (مصر- السعوديه- تركيا- ايران) لكن يبقى السؤال المطروح : هل يمكن حل الأزمه السوريه دون تدخل دولى؟ وهل يمكن تكرار سيناريو ليبيا أو كوسوفا فى الحاله السوريه؟

– على الصعيد الدولى تتخذ الولايات المتحده ودول الناتو موقفاً واضحاً فى إدانة عصابة الأسد ، لكن عملياً يبدو أن للتغيير فى سوريا حسابات أشد تعقيداً تتعلق بتساؤلات: ما هو البديل المحتمل بعد سقوط النظام؟ وهل تدخل سوريا فى حرب اهليه تثمر نشاطاً مكثفاً للتنظيمات الجهاديه؟ وما مدى فداحة الخسائر المتوقعه حال التدخل العسكرى؟ مما يدفعهم للتريث قبل الانزلاق فى المستنقع السورى، وهو ما يتضح فى الإحجام عن إمداد الجيش السورى الحر بالسلاح والاكتفاء بتحركات عقيمه فى الأمم المتحده فى ظل الفيتو الروسى الصينى فللصين مصالح اقتصاديه عديده مع سوريا وايران ، أما روسيا فتعتبر أن سوريا هى آخر مناطق النفوذ السياسى والعسكرى لها فى العالم العربى.

– بالرغم من الانطباع االزائف بأن اسرائيل تتمنى زوال نظام الأسد ، فالحقيقه أن البديل فى سوريا يبقى اكثر رعباً للصهاينه ، فالدخول فى فوضى قد يؤدى لظهور منظمات مقاومه تشكل خطراً دائماً على الأمن الصهيونى أما إذا انتقلت سوريا إلى نظام مدنى ديمقراطى فإن تجارب الربيع العربى ترجح وصول الاسلاميين السوريين الى السلطه وهو ما يمثل خطرا استراتيجياً على أمن بل وجود الكيان الصهيونى لذا يفضلون بقاء نظام البعث الذى اكتفى بشعارات الممانعه ولم يطلق طلقه واحده فى الجولان المحتل على مدى 40 عاماً ، وياللغرابه يبدو الموقف الصهيونى متفقاً تماماً مع الموقف الايرانى الذى يعتبر بقاء النظام العلوى هدفاً استراتيجياً لكونه حلقة الوصل فى الهلال الشيعى( ايران – العراق – سوريا – حزب الله ) ، فالتحالف بينهما عقائدى وهو ما ظهر بفجاجه فى دعم حافظ الأسد لايران الخومينى ضد العراق فى حرب الخليج الاولى(1980-1988)، فايران تمثل العائق الأكبر فى سبيل اسقاط النظام ولولاها لما صمدت عصابة بشار حتى الآن.
-تُجمع مصر والسعوديه وتركيا على ضرورة اسقاط بشار كمدخل أساسى لحل الأزمه السوريه ، فقد أكد اردوغان على موقفه الداعم للثوره منذ بدايتها وفتح مخيمات الإغاثه لاستقبال اللاجئين السوريين وأكد مراراً على حتمية خروج بشار من السلطه ، أما السعوديه فقد اتخذت موقفاً ايديولوجياً ضد المحور السورى الايرانى تدافع فيه عن أهل السنه ضد مذابح النظام وترى أن زواله سيصب فى صالح الدول العربيه ضد الهيمنه الايرانيه على منطقة الخليج ، بينما يؤكد الرئيس المصرى على التحرر من التبعيه للمحور الأمريكى الصهيونى و يدعم الثوره السوريه بقوه ، وهو ما ظهر فى تأكيده على حتمية زوال نظام بشار فى عقر دار داعمى القتله بطهران.

و ترتكز المبادرة على الضغوط المصريه والسعوديه والتركيه على ايران للتخلى عن بشار مقابل تطمينات على وضعها فى الخليج ووعود بالوقوف ضد أى هجوم عسكرى عليها، كما تعرض مصر علي ايران اعادة العلاقات الكامله معها( كما أشارت الواشنطن بوست) وهو عرض قد يغرى ايران لقبوله لما لمصر من وضع جيواستراتيجى فريد فضلاً عن عودتها المرتقبة لقيادة العالم العربى ، لكن ماهى المتطلبات التى تشترطها ايران للتخلى عن أهم حلفائها؟ وما هو مصير حزب الله فى تلك الحاله؟ تبقى تلك الاسئله معلقة بمدى جدية الايرانيين فى التخلى عن مشروعم التوسعى فى المنطقه العربيه.

ختاماً تبقى المعضله السوريه مستعصيه على الحل دون توحد عربى اسلامى جاد على اسقاط النظام، أو دون تغيير جذرى فى مواقف أمريكا وحلفائها الذين يفضلون بقاء نظام البعث خوفاً من مجهول قد يهدد أمن اسرائيل أو يضر بالمصالح الأمريكيه فى الشرق الأوسط.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023