شهدت حركة السياحة تباطؤا، خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع موسم الشتاء؛ حيث كان يعتبر من أفضل المواسم السياحية في مصر.
وقال الخبير الاقتصادي، عادل عبدالرازق، لـ«رصد»، إن الفترة الماضية شهدت تفاوتا في إقبال السياح لمصر، مشيرا إلى أن أغلب الوفود يندرج تحت بند (السياحة الرخيصة)؛ حيث أوضح أن الشركات السياحية تستمر في عروضها المخفضة لجذب الأفراد بأي شكل.
وبالمقارنة مع الوفود السياحية التي كانت تأتي لمصر في الموسم الصيفي قبل ثورة يناير 2011، يعتبر الصيف المقبل (دون سياح)، مؤكدا أن نسب التراجع خلال السنوات الـ8 الماضية، وصلت لنحو 75%.
السياحة الروسية
وقال عبدالرازق، إن السياحة الروسية لن تعود بسبب الاضطرابات الأمنية المستمرة في مصر، مشيرا إلى أن التقارير الأجنبية التي تؤكد استمرار المخاطر الاقتصادية والسياسية في مصر تأخذها الدول في الخارج بعين الاعتبار، ما يعطي انطباعا عالميا سيئا عن حركة السياحة وعودتها في مصر.
وجاءت تصريحات السلطات الروسية، عكس تصريحات المسؤولين المصريين، خلال شهر ديسمبر الماضي؛ حيث أعلن وزير النقل الروسي، عدم إمكانية عودة السياح الروس لمصر في الوقت الحالي؛ حيث أكد الوزير الروسي ماكسيم سوكولوف أنه من غير المحتمل استئناف رحلات الطيران إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ الساحليتين هذا الشتاء.
وأشار إلى أن فرص استئناف الرحلات الجوية للمنتجعات الساحلية في مصر خلال هذا الشتاء ضئيلة، مضيفا (إنه أمر يجب التعامل معه على المدى الأطول. وفي هذا الشأن تحديدا، التوقيتات لا تعتمد علينا).
وقال الوزير الروسي إن خبراء الطيران بحاجة إلى القيام بالمزيد من إجراءات التفتيش لمطاري الغردقة وشرم الشيخ. وهو ما يشير إلى وجود توقعات باستمرار توقف الرحلات بين موسكو والقاهرة لفترات أخرى.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت عودة حركة الطيران، خلال فبراير السابق، وهو الأمر الذي لم يتم حتى الآن.
تراجع السياحة
وذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي، أن النشاط السياحي في مصر كان الأكثر تدهورا بين الوجهات السياحية الرئيسية في عام 2016، تلتها تركيا؛ حيث تراجعت السياحة في مصر منذ عام 2010 بنسبة تصل إلى 80 بالمئة نتيجة عدم الاستقرار السياسي والعمليات الإرهابية.
وانخفضت عائدات السياحة بما يزيد على 45 بالمئة لتصل إلى أقل من 30 مليار جنيه مصري (1.6 مليار دولار)، وذلك مقابل ما يزيد على 140 مليار جنيه في 2010.
وتراجع عدد السائحين في تلك الفترة من 14 مليون سائح سنويا إلى نحو 5 ملايين فقط، كما تراجع نصيب السياحة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.2 بالمئة، مقابل 9 بالمئة في 2007.