قام الباحثون بتصميم أكبر شجرة عائلة على الإطلاق، تضم بيانات نحو 13 مليون شخص، وذلك لدراسة تاريخ الأنساب لأوروبا وأميركا الشمالية.
وسهلت البيانات الهائلة، لملايين الأشخاص، دراسة وافية إلى 500 سنة من الزواج والهجرة عبر المحيط الأطلسي، كما سمحت للباحثين بالتحقيق في الدور، الذي تلعبه الجينات في التأثير على حياة الإنسان.
وقال البروفيسور، «يانيف إيرليخ»، كبير مؤلفي الدراسة وعالم الكمبيوتر في جامعة «كولومبيا»: «من خلال العمل الجاد الذي قام به العديد من علماء الأنساب، المهتمين بتاريخ عوائلهم، قمنا بتصميم شجرة أسرية ضخمة، وخرجنا بشيء فريد من نوعه».
ولإنشاء شجرة العائلة الواسعة النطاق، استخدم الباحثون بيانات الأنساب المتاحة للعامة، عبر منصة متخصصة على الإنترنت.
وقام الباحثون بتحليل سجلات تحتوي على 86 مليون ملف شخصي، وذلك بالتعاون مع شركة اختبار الأنساب والحمض النووي، «ماي هيرتاج»، التي تمتلك موقع «Geni».
وتعكس البيانات الواردة في هذا النسب، الديموغرافيات الأوسع نطاقا للأشخاص، الذين يستخدمون موقع «Geni»؛ حيث إن 85% من الملفات الشخصية مصدرها أوروبا وأميركا الشمالية.
وأظهر تحليل مجموعة البيانات اتجاهات تاريخية، مثل ارتفاع الوفيات أثناء الحروب، بما في ذلك الحرب الأهلية الأميركية والحرب العالمية الثانية، وانخفاض معدل وفيات الأطفال في القرن الـ20.
ودرس الباحثون أيضا أنماط الهجرة، وتأثيرها على الزواج عموما، فوجدوا أنه قبل عام 1750، عثر معظم الأميركيين على أزواجهم في نطاق 6 أميال من مسقط رأسهم، ولكن هذه المسافة ازدادت بحلول عام 1950 إلى نحو 60 ميلا.
ووجدوا أيضا أنه على الرغم من ميل النساء في أوروبا وأميركا الشمالية، إلى الهجرة أكثر من الرجال على مدى القرون القليلة الماضية، إلا أن الرجال سافروا إلى حد أبعد بكثير من النساء.
ومن خلال دمج الدراسات الوراثية التقليدية في البيانات الخاصة بهم، وجد الباحثون أن جينات طول العمر الجيدة في المتوسط، يمكن أن تزيد من عمر الفرد بمعدل 5 سنوات.
ويعتقد الباحثون أن نتائجهم، التي نُشرت في مجلة العلوم، ستوفر موردا مفيدا عند إجراء دراسات أخرى.