قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، إنه لا يمكن التعويل على مجلس الأمن لفرض سيطرته في أي منطقة بالعالم، إلا في حالة عدم وجود مصالح أو نفوذ للدول الدائمة العضوية في هذه المنطقة.
وأوضح «أبو هلال»، في تصريحات خاصة لـ«رصد»، أنه في أي منطقة يوجد بها نفوذ أو مصالح للدول الخمس، سيكون الفيتو دون شك حائلًا دون قدرة مجلس الأمن على العمل بفعالية وعلى فرض السيطرة أو تحقيق السلم والأمن.
والسبت الماضي، أقر مجلس الأمن، القرار 2401، الذي طالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يومًا على الأقل في سوريا، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.
وتتعرّض الغوطة، التي يقطنها نحو 400 ألف مدني، منذ أيام، لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري؛ الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى.
وأضاف «أبو هلال»: «لقد شكل مجلس الأمن بصورته الحالية وبقوانينه المعمول به ليحقق مصالح الدول الكبرى التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، وليس لتحقيق مصالح السلم والأمن للفقراء والضعفاء، وذلك لأن فكرة حق النقض تعطي القدرة للدول الكبرى للتحكم بالقرارات وفق مصالحها ونفوذها لا وفق العدالة ومتطلبات السلم والأمن».
وتابع: «حتى الصحف الغربية فقد بدأ بعضها يطالب واشنطن ولندن وباريس للتحرك خارج إطار مجلس الأمن وضرب نظام الأسد لإيقاف المجازر في الغوطة».
وأنهى تصريحاته لـ«رصد» قائلًا: «باختصار لا يمكن التعويل على مجلس الأمن لحل الأزمة وإيقاف مذابح النظام، الحل الوحيد في إيجاد إطار إقليمي عربي-تركي-إيراني، يتعامل بعقلانية للوصول الى تسويات تنهي معاناة الضحايا وتحقق ولو جزءا بسيطا من العدالة، وبكل أسف هذا الإطار وهذه العقلانية لا تزال حلما بعيد المنال!».
وكان مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد علّق، صباح اليوم، قائلًا: «إن الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية بريف دمشق «تأزم» منذ صدور قرار مجلس الأمن 2401 السبت الماضي، الذي قضى بوقف إطلاق النار، والوصول الإنساني الفوري للمدنيين في كل أرجاء سوريا».
وتساءل «لوكوك»، في إحاطته خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية والسياسية في سوريا: «متى يبدأ تطبيق قرار المجلس بالغوطة؟» مشددا على أنه من المستحيل إيصال مساعدات إلى الغوطة الشرقية ضمن مهلة الخمس ساعات اليومية التي أعلنتها روسيا.
وأعلن المسؤول الأممي أن نحو 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مستعدة للتوجه إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق، مضيفا أن الأمم المتحدة مستعدة للتوجه إلى 10 مناطق محاصرة.