قال وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو»، في اجتماع بالوزارة اليوم الاثنين، إنّ الرئيس فلاديمير بوتين أمر بهدنة إنسانية في غوطة دمشق الشرقية يوميًا اعتبارًا من غد الثلاثاء لمدة خمس ساعات، من التاسعة صباحًا حتى الثانية ظهرًا؛ «للمساعدة في إجلاء المدنيين من المنطقة»، دون تحديد المدى الزمني لاستمرارها أو موعد رفعها كليًا.

وبهذا يتجاهل بوتين قرار مجلس الأمن «2401» الصادر يوم السبت الماضي بالإجماع؛ وطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يومًا على الأقل في سوريا، ورفع الحصار المفروض من قوات النظام عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.

بل إنّ نظام بشار الأسد وروسيا واصلا القصف، وأُطلق هجوم بري من أربعة محاور على مواقع المعارضة في الغوطة الشرقية، التي يقصفان مدنها وبلداتها منذ الأسبوع الماضي وقتل 500 شخص وأكثر من ألف جريح؛ بالرغم من أنها منطقة «خفض توتر» متفق عليها في محادثات أستانة عام 2017.

كما تحاصر قوات النظام سكان الغوطة الشرقية المدنيين، البالغ تعدادهم 400 ألف، منذ أواخر 2012؛ وتمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

أوضاع متأزمة

كما نقل وزير الدفاع الروسي اقتراح بلاده بتشكيل لجنة بإشراف الأمم المتحدة لتقييم الوضع الإنساني في مدينة الرقة السورية؛ لأنّ الوضعين الإنساني والصحي متأزمان ولم يبدأ بعد تقديم مساعدات إنسانية في مناطق بها بسبب وجود كميات كبرى من القذائف غير المنفجرة.

وأضاف أنّ روسيا تقترح أيضًا تنظيم ممرات إنسانية في منطقة التنف ومخيم الركبان، بالقرب من الحدود السورية الأردنية؛ لتمكين نازحين سوريين هناك من العودة إلى منازلهم.

وقال: «نحن إذ ندرك بأنّ الغوطة الشرقية ليست بؤرة توتر وحيدة في سوريا للمدنيين والنازحين، ونعرف أن هناك في منطقة التنف مخيم الركبان الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة؛ فمن المقترح تنظيم ممرات وهدن إنسانية في منطقة التنف والركبان لتمكين المواطنين المسالمين من العودة بلا إعاقة إلى منازلهم والشروع في إعادة الحياة السلمية».