ذكرت صحيفة (هيرالد تريبيون) الأمريكية أن العديد منالدول العربية والغربية لم تف حتى الآن بوعودها إرسال المساعدات والدعم الماديلإعادة اقتصاديات دول الربيع العربي لمسارها في أعقاب الثورات التي اندلعت بهاالعام الماضي.
وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة -أن هناك أسبابا رئيسية وراء عدم وفاء الدول الغربية لوعودها تجاه دول الربيع منهاأزمة الديون في منطقة اليورو التي حالت دون تمكن الدول الغربية من إرسالالمساعدات للدول العربية ، لاسيما مصر التي تمكنت من اجتياز المرحلة الانتقاليةبنجاح، لتجد تلك الدول نفسها وحيدة دون يد العون ممدودة لها.
وقالت إنه عقب مرور أكثر من عام كامل على اندلاع ثورات الربيع العربي، فإنعملية تدفق المساعدات لا تزال بطيئة وأقل مما كان متوقعا، إضافة إلى أن حجمالمساعدات التي تم إرسالها بالفعل ليست كافية للتعامل مع الأزمات الاقتصاديةالملحة لدول الربيع العربي.
وأضافت أن تقارير اقتصادية أكدت أنه لم يتم إرسال سوى 15 مليار دولار أمريكيمن إجمالي المساعدات المالية التي تعهدت بها العديد من دول العالم إلى دولالربيع، والتي بلغ حجمها ما يقرب من 60 مليار دولار، لافتة إلى أن مصر كان منالمقرر أن تتلقى 10 مليارات دولار، إلا أنها لم تتلق سوي حوالي نصف هذا المبلغ .
إضافة لاستمرار المفاوضات خلال الفترة الحالية بين مصر وصندوق النقد الدولي حولقرض بقيمة 2ر3 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين الغربيين قولهم إن "سبب تأخر الدولالغربية في منح دول الربيع العربي المساعدات التي تعهدت بها، هيرؤيتها أن دول الربيع العربي لا تزال في مرحلة الانتقال السياسي ولم تنفذإصلاحات اقتصادية في هذه المرحلة .
كما نقلت الصحيفة ـ عن مدير إدارة التقييمات بوكالة (ستاندر آند بورز) المتخصصةفي التعاملات المالية تريفور كولينان قوله ـ إن الدول العربية بحاجة إلى التمويلوالمساعدات الخارجية في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضي ، مشيرا إلى أن القضيةالرئيسية تتمثل في تحديد التوقيت الأمثل لإرسال المساعدات الذي لا يزال غير مؤكدبعد؛ مما يثير حالة من عدم اليقين في جديتها.
ونقلت عن فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط، بكلية الاقتصاد في لندن قوله إنكلا من أوروبا والولايات المتحدة، تركزان على المخاوف الداخلية والاقتصادياتالضعيفة، وأن الحقيقة المحزنة، أنه بينما تتحول دول الربيع العربى من الاستبدادنحو الديمقراطية، فإنها تجد نفسها وحدها، دون مساعدة كبيرة من العالم .
ولفتت إلى إنه بالنسبة لدول الخليج،فإن القضية قد لا تجد ضيرا في إرسال مساعداتمالية، حيث إن ارتفاع أسعار النفط أبقى على ثرواتها، مشيرة إلى أن المشكلة تكمنفي عدم وضوح طبيعة العلاقات السياسية بين تلك الدول والأنظمة الجديدة في دولالربيع العربي كونها قد تشكل خطرا على الأنظمة الملكية التي تقوم عليها تلكالدول.