لم تلبث قافلة مقاتلين مؤيدة للحكومة السورية دخول منطقة عفرين اليوم الثلاثاء لمساعدة «وحدات حماية الشعب» الكردية في التصدي لهجوم تركي، ملوّحين بأعلام سورية ومشهرين الأسلحة على بُعد عشرة كيلومترات من المدينة؛ إلا واستهدفتهم تركيا بنيران المدفعية، فانسحبوا.
وبذلك، وضع الجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه في مواجهة مباشرة مع قوات الرئيس بشار الأسد؛ ما يزيد من تعقيد ساحة القتال في شمال غربي سوريا.
وأشادت «وحدات حماية الشعب» بوصول القوات المؤيدة للحكومة السورية، التي تضمّنت فصائل متحالفة مع الأسد، لكن ليس الجيش السوري نفسه؛ وقالت إن دمشق استجابت لدعوتها للمساعدة ضد تركيا.
اتصال تركي روسي
واليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات للصحفيين عقب كلمة في البرلمان بالعاصمة أنقرة، إنّ بلاده عملت مع روسيا لمنع أي انتشار لقوات مؤيدة للحكومة السورية، وذلك غداة اتصالٍ بينه ونظيريه الروسي والإيراني.
كما أكّد، أثناء كلمة في الاجتماع الأسبوعي للكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أنّ «تركيا لم تغلق الأبواب الدبلوماسية؛ بينما تستمر أنشطتها على الأرض»، في إشارة إلى الحوار المتواصل مع روسيا وإيران.
وحمل اتصال أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين تهديدًا مباشرًا للنظام السوري؛ ردًا على أنباء عقده اتفاقًا مع المليشيات الكردية لدخول مدينة عفرين (غربًا).
ونقل تلفزيون «سي إن إن ترك» عن أردوغان قوله لبوتين إنّ النظام السوري سيواجه عواقب إذا أبرم اتفاقًا مع «وحدات حماية الشعب» الكردية ضد الحملة العسكرية التركية.
ومع دخول حملة «غصن الزيتون» شهرها الثاني (بدأت في 20 يناير الماضي وحيّدت 1715 فردًا للمليشيات الكردية مقابل مقتل 32 من الجيش التركي)، تبدو الإدارة التركية عازمة على طرد مليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي» من منطقة عفرين وضمها إلى مناطق سيطرتها في «درع الفرات»، وسط تقدّم الجيشين التركي و«السوري الحر» وسيطرتهما على قرى في محيطها.
من جانبها، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إنّه من الممكن حل الأزمة في منطقة عفرين السورية بالحوار المباشر بين النظام وأنقرة.