أكدت وكالة «بلومبرج»، أن صفقة الغاز الموقعة اليوم بين مصر وإسرائيل، تأتي تمهيدا لاتفاقيات أخرى مستقبلية بين الجانبين، وهو ما يضيف بعدًا اقتصاديا للشراكة المبنية بين مصر وإسرائيل، مؤكدة في تقرير لها، أن الصفقة أيضا جاءت بعد فشل إسرائيل في إتمام مثلها مع الجانب التركي، خاصة في ظل التصعيد الأخير من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد الدولة اليهودية.
ووفقا لما ترجمت «شبكة رصد»، أعلن الشركاء الرئيسيون في أكبر حقوق الغاز في إسرائيل، «تمار ولوثيان»، توقيع اتفاقات مدتها 10 سنوات لتصدير غاز طبيعي بقيمة 15 مليار دولار إلى شركة دولفينوس المصرية، مضيفا بعدا اقتصاديا على مستوى التنسيق الأمني بين البلدين.
وقالت شركتا «نوبل إنيرجي وديليك للحفر» إنهما يخططان لتوفير حوالي 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على مدى 10 سنوات لشركة دولفينوس القابضة المحدودة في مصر من مستودعات تمار ولوثيان الإسرائيليتين، مضيفين أن الاتفاق يحتاج الى موافقة تنظيمية وحكومية بين إسرائيل ومصر.
ويأتي الاتفاق في أعقاب اتفاق مع الأردن تم في 2016، مما يجعل نوبل إنيرجي ومقرها هيوستن وشركائها الإسرائيليين، من كبار المصدرين الإقليميين للطاقة، لمن وفقا لـ«بلومبرج» لا تزال هناك تحديات كبيرة، بما فيها طريقة نقل الغاز إلى مصر، مضيفة أن الاتفاق يشير إلى نقطة اخرى، وهي أن «إسرائيل تعزز علاقاتها مع جيرانها؛ سعيا وراء الاستفادة من الاكتشافات الأخيرة في شرق البحر المتوسط».
وقال «يوسي أبو» الرئيس التنفيذي لشركة «ديليك للحفر»، في مكالمة هاتفية مع «بلومبرج»، أن الصفقة تمهد الطريق لمزيد من الصفقات المستقبلية، بين مصر وإسرائيل، موضحا أنه سيكون محركا للاقتصادين المصري والإسرائيلي، معبرا عن فرحته بالتوصل إلى الاتفاق، قائلا «نحن فخورون بتلك اللحظة وفخورون بأننا جزءا من تلك الخطة».
فيما شارك المحلل الاقتصادي «تافي روسنر» التفاؤل مع «أبو»، مضيفا في رسالة بريدية مع «بلومبرج»، أن الصفقة مفتاح لإطلاق المزيد من الشراكات الإسرائيلية المصرية في مجال الطاقة، بما فيها الاتفاقات مع شركة «رويال داتش شل بي إل سي»، والتي تدير محطة الغاز الطبيعي المسال شمال مصر.
وأشار روسنر، إلى أن أسهم الغاز الإسرائيلية، تتمتع باحتمالية الارتفاع خلال الساعات المقبلة، متوقعا أن تصل إلى 50%، فيما ارتفع بالفعل مؤشر النفط والغاز في بورصة تل أبيب إلى 19% بعد الإعلان عن الصفقة مباشرة، موضحا أنه الرقم الأكثر ارتفاعا منذ شهور.
وكان رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن اليوم سعيد ومبهج، مضيفا أنه بأموال تلك الصفقة يستفيد منها في الإنفاق على التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للمواطنين الإسرائيليين.
وأكدت الصحيفة، أن إبرام الصفقة، أيضا، جاء في الوقت الذي تلاشت فيه خطط بناء خطوط إمداد غاز بين تركيا وتل أبيب، وقال شخصان مطلعان على المسألة لـ«بلومبرج» في وقت سابق، إن إسرائيل حولت أولوياتها تجاه مصر، وسط تزايد الخلاف مع أنقرة، بسبب تصعيد أردوغان وتصريحاته العلنية ضد الدول اليهودية.
يُذكر ان القاهرة جمدت محادثات الغاز مع الجانب الإسرائيلي، بعد أن قضت محكمة تحكيم دولي، بإجبار الشركات المصرية على تعويض مزودي الطهرباء الإسرائيليين، بسبب صفقة سابقة لم تتم، ولم يتضح بعد وفقا للوكالة، ما إذا كانت صفقة اليوم، تعني أن الجانبين حلا القضية أم لا، أو ان مصر دفعت التعويضات.
وأوضحت الوكالة أيضا، أنه الصفقة غير مفهومة، خاصة بعد الاكتشاف الأخير لحقل زهر للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، والتي قالت عنه مصر إنه سيمكنها من أن تصبح أحد مصدري الغاز، ووفقا لشركة «إيني» الإيطالية، فإنها تستهدف من وراء حقل زهر، ضخ 2.7 مليار متر مكعب من الغاز يوميا بحلول نهاية 2019.
فيما أشار رئيس «ديليك»، إلى أن حقل زهر، لن يكفي احتياجات مصر الذاتية، ولن يكون قادرا على مواكبة الطلب المتزايد، مضيفا أن مصر غيرت من تشريعاتها في سبتمبر الماضي، من أجل السماح للكيانات الخاصة بالتوقيع على اتفاقيات استيراد الغاز، وتمت الموافقة على التعديلات الأسبوع الماضي.
وأضاف«أبو»، في الصفقة الجديدة، من المحتمل استخدام خطوط الغاز القديمة، وإعادة تجديدها كي نتمكن من استخدامها ثانية.
ووقعت مصر وإسرائيل صفقة «عملاقة» تزود بموجبها إسرائيل 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لمصر في صفقة وصفها وزير الطاقة الإسرائيلي، «يوفال شتاينيتص»، بأنها «ستجعل إسرائيل لاعبا في مرافق الطاقة الإقليمية»، وفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
وذكر تقرير الهيئة أن هذه الصفقة تمتد لعشر سنوات وتبلغ قيمتها 15 مليار دولار، لافتا إلى أنها تعتبر أكبر صفقة بين البلدين منذ توقيع معاهدة السلام، لافتا إلى «توقيع اتفاقين في إطار هذه الصفقة بين شركة ديليك الإسرائيلية، مالكة منشآتي الغاز ليفياتان وتامار وشركة دولفينيوس المصرية في القاهرة» ملقية الضوء على أن الصفقة تنتظر موافقة السلطات في كلا البلدين لتدخل حيز التنفيذ”
من جهته علق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن الصفقة «ستدر المليارات على خزينة الدولة وأن هذه الأموال ستخصص للتعليم والصحة والرفاه،» مشددا على أنها ستعزز علاقات إسرائيل في المنطقة.