شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«دويتشه فيله»: «التكنولوجيا» العامل الأول لاندلاع ثورة يناير.. وغياب القيادة أفشلها

الذكاء الصناعي له دور كبير في المستقبل

قال موقع «دويتشه فيله» إنّ التكنولوجيا أثّرت على التحوّلات السياسية والديمقراطيات والاستبداد حاليًا، ولها عميق الأثر على التغيّرات السياسية الأخيرة التي حدثت في بلدان (كمصر)، التي ساهمت وسائل الإعلام الاجتماعي في تغيير نظام استبدادي جثم على صدور المصريين لأكثر من 30 عامًا.

وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الإنترنت ساهم أيضًا في تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع الديمقراطية في العالم. فقبل عقد من الزمان لم يتوقع الناخبون أن يعلن قادتهم عن السياسة في تغريدات على تويتر أو تبادل الأفكار بشأن صنع السياسات أثناء برامج مباشرة. لكن، مثل أيّ شيء قادر على تحويل المجتمع؛ الإنترنت والتكنولوجيا أيضًا يحملان مخاطر للمجتمع معهم.

وفي مؤتمر مينويخ بألمانيا، شارك الأمين العام للأمم المتحدة «كوفي عنان» في حوار مع قادة وادي السيلكون، مثل فيس بوك وجوجل ومايكروسوفت؛ لمناقشة المخاطر التي انبثقت عن أفكارهم. وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2001 لمساعيه بخلق عالم أكثر سلامًا، وتحدّ عن ثورة الإعلام الاجتماعي في مصر 2011؛ إذ نظّم المتظاهرون تظاهرات جماهيرية مؤيدة للديمقراطية على منصات تويتر وفيس بوك التي أطاحت في نهاية المطاف بالديكتاتور حسني مبارك.

وقال كوفي عنان إنّ الثورة فشلت بسبب «الافتقار إلى قيادة؛ فالجيش عاد إلى تولي المسؤولية، ويرتكب بسبب ذلك أشياء لم يستطع مبارك أن يفكّر فيها أصلًا»، ويرى أنّ الخطر الشديد على الديمقراطيات في عهد وسائل الإعلام الاجتماعية «قدرة سلطات الدول على التلاعب بإمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل أيضًا استخدامها في السيطرة على شعوبها»، مضيفًا أن السؤال التالي: «هل تعد هذه الأدوات الاجتماعية وسائل تحرر أم سيطرة؟».

وسائل الإعلام الاجتماعية والعدمية الغربية

منذ الثورة المصرية في 2011 أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية في كل مكان، ولا تهدد هذه التكنولوجيا الحكومات القمعية فقط؛ بل الديمقراطيات الغربية أيضًا، وهي الحقيقة التي أثيرت بسبب التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية عام 2016.

وقال «أليكس ستاموس»، كبير مسؤولي الأمن في الإدارة الأميركية: «عندما ننظر إلى النشاط الذي اكتشفناه بشأن الأنشطة الروسية على فيس بوك؛ فأغلبها تمت حتى قبل الانتخابات التمهيدية لعام 2016، وكثير منها جاء بعد الانتخابات».

وأضاف أنّ الذين يحاولون التأثير على الخطاب السياسي يفعلون ذلك على المدى الطويل، كدعم حزب سياسي على المدى الطويل أو دعم مرشح؛ وبذلك «يخلقون حالة من العدمية» لمؤسساتنا، مؤكدًا أنّ حلّ هذه القضية ليس سهلًا.

ويرى رئيس ميكروسوفت «براد سميث» أنّ الحكومات والشركات عليها الاعتراف بأنّ هذه الأوضاع تحتاج إلى حلول فردية، ولا بد من النظر إلى الاختلاف بين أنواع التكنولوجيا؛ فتعامل السلطات مع محركات البحث -على سبيل المثال- يختلف عن وسائل الإعلام الاجتماعية، فحجب محركات البحث يعني منع القدرة على الوصول إلى أيّ معلومات على شبكة الإنترنت.

التحدي القادم

في الوقت الذي هيمن فيه تأثير التقنيات على تقويض الديمقراطيات أو تهديد استقرار الحكومات على المناقشات، تطرّق الحاضرون في المؤتمر إلى كيفية كون الذكاء الاصطناعي واحدًا من أكبر التحديات التكنولوجية،

ويعتقد «أليكس» أنّه «سيكون من الخطأ تفكيرنا في أنّه يمكننا بناء مجتمع تكنولوجي خالٍ من التحيّز؛ لكن الأمر يستلزم فهم كيفية الذكاء الاصطناعي، الذي ينعكس في النهاية انحيازات الناس»، مضيفًا أنّ التنميط الإصلاحي الذي اتبعته المحاكم الأميركية لإدارة العقوبات البديلة للجناة ويعتمد على الذكاء الاصطناعي لم يكن أكثر دقة من التنبؤات العادية التي تنبأ بها مواطنون عاديون فيما يتعلق بمجال العدالة الجنائية.

واتّهم تقرير صادر عن شركة «بروبوبليكا» الذكاء الاصطناعي بأنه منحاز ضد الأميركيين من أصل إفريقي، وتوقّع أن يرتكب السود جرائم أضعاف ما يرتكبه البيض. وغير ذلك، من المحتمل أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على جميع جوانب الحياة؛ وهو ما يمكن أن يمثّل مشكلة لجوانب.

لكنّ مستشار جوجل «إريك شميدت» أكّد أنّ فوائد الذكاء الاصطناعي تفوق مساوءه بدرجات، وهو على وشك إحداث تحوّلات هائلة في جوانب الحياة كافة؛ اعتمادًا على التكنولوجيا، مضيفًا أنّه سيخفّض من الأسعار بشكل كبير وسيزيد من أعمار البشر، ويحسن من الرعاية الصحية، وتحسين إمكانية الوصول إلى القضايا والمؤسسات المختلفة. لكن، يستحسن في أمور تقليل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؛ دون توضيح طبيعة هذه الأمور.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023