يبدو أن هناك معلومات عن عبدالفتاح السيسي ونظامه مدفونة، وفي حالة ظهورها ستقلب الأحوال رأسا على عقب، إذ أثارت تصريحات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق، خلال حواره لاحدى المواقع الصحفية، الجدل خاصة تلك المتعلقة بما أسماه«بئر أسرار» الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق، والمعتقل حاليًّا على خلفية إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر لها مارس القادم.
ودفعت تلك التصريحات، القوات المسلحة إلى الرد ببيان رسمي، توعدوا فيه بالرد القانوني والدستوري عليه.
وقال المتحدث الرسمي للقوا المسلحة على صفحته، بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «ما صرح به المدعو هشام جنينة حول إحتفاظ الفريق مستدعى سامى عنان بوثائق وأدلة يدعى إحتوائها على ما يدين الدولة وقيادتها ، وتهديده بنشرها حال إتخاذ أى إجراءات قانونية قبل المذكور، وهو أمر بجانب ما يشكله من جرائم يستهدف إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، فى الوقت الذى تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن فى سيناء لإجتثاث جذور الإرهاب».
وأضاف:«هو الأمر الذى تؤكد معه القوات المسلحة إنها ستستخدم كافة الحقوق التى كفلها لها الدستور والقانون فى حماية الأمن القومى والمحافظة على شرفها وعزتها ، وإنها ستحيل الأمر إلى جهات التحقيق المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية قبل المذكورين».
وكشف حديث جنينة، عن امتلاك عنان حزمة من الوثائق المتعلقة بفترة ما قبل ثورة يناير 2011 والمرحلة التي تلتها التي شهدت موجات متتالية من الأحداث الجسام التي تباينت حيالها الرؤى والتكهنات وكان لها دور حاسم في الوصول إلى المرحلة الحاليّة.
وهناك عدة تساؤلات حول التلميحات التي أطلقها رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق خلال حواره.
الطرف التالت
شهدت فترة ما بين 25 من يناير 2011 و30 من يونيو 2013 العديد من الأحداث كانت أغلبها دامية، واتهم فيها «الطرف الثالث» في ارتكابها، بداية من موقعة الجمل وأحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، كما أن تصريحات عبد الفتاح السيسي عن ثورة 25 يناير بأنه لن يسمح بتكرار ما حدث منذ 7 سنوات، تؤكد عداءه لتلك الثورة وضلوعه في الأحداث التي تلتها.
و أدت الأحداث التي شهدتها مصر تلك الفترة تسببت في تآكل شرعية الثورة وإحداث مزيد من الانقسام بين الثوار بصورة قسمت المشهد إلى قسمين متضادين، خاصة بعد تبادل الاتهامات بين فصائل الثورة عن هوية المتسبب فيها، ما بين التيار الإسلامي الذي يتزعمه جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات المدنية والاشتراكية الأخرى، هذا بخلاف بعض الأصوات التي كانت تلقي بالكرة في ملعب المجلس العسكري.
وهناك أحداث آخرى منها قتل عدد من الصحفيين من بينهم الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف، هذا بخلاف الفوضى الأمنية التي شهدتها شوارع مصر في فترة ما بعدالثورة وخلال حكم جماعة الإخوان، كذلك المتسبب في صناعة بعض الأزمات الداخلية كنقص الوقود وبعض السلع وما إلى غير ذلك من الممارسات التي أججت الشارع ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي.
الولاء لإسرائيل
وطرح نشطاء سياسيون على مواقع التواصل احتمالية، أن تتضمن تلك الأسرار تفاصيل تكشف عن علاقة السيسي
الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولجيا والمحلل السياسي، قال في تصريح لـ«رصد»:« إن الفريق سامي عنان شخصية ليست عادية فهو كان رئيس الأركان، وبالتالي يمتلك وثائق ودلال على السيسي وكل من كان في المجلس العسكري، وعلى رأسهم محمد حسين طنطاوي، خاصة وأنهم كانوا في مطبخ واحد.
واستبعد القزاز، أن«يكون امتلاك عنان لمثل هذه الوثائق، محاولة ابتزاز لا أكثر يهدف الفريق الأسبق من خلالها تقوية موقفه بعد اعتقاله، مشيرا إلى أن خطاب سامي عنان الذي أعلن فيه ترشحه لرئاسة الجمهورية يحمل معاني عديدة والتي أهمها هو نظرته لعبد الفتاح السيسي بأنه شخص خائن للوطن».
تغير مسار المحاكمات
جنينة في رده على سؤال عن: هل هذه الوثائق تغير في مسار المحاكمات بحق قيادات الإخوان وغيرها من المحاكمات المعروفة إعلاميًا بـ«السياسية»؟ أجاب: «بالطبع تغير المسار، وتدين أشخاصًا كثيرين»، ومن ثم فإن الكشف عن تلك الوثائق ربما يغير المشهد تمامًا، ويحول شخصيات يراها البعض الآن أبطالاً إلى خونة وعملاء ومأجورين في مقابل تبرئة ساحة من اتهموا فيما بعد بالتهم ذاتها.
وفي رده على سؤال آخر: هل شعرت بأن هناك حقائق كثيرة صدمتك عند سماعك لها؟ أجاب «بكل تأكيد، وللأسف الشديد نعم، وهي حقائق غيّرت لي كثيرًا من الصورة المخفية عن أشخاص كثيرين بالسلطة»، ومن ثم سيكون هذا حال قطاع كبير من المصريين.