كشف تحقيق استقصائي أجرته وكالة «إيرين» الأوروبية، أن السعودية تعاقدت مع عدد كبير من جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة، البريطانية والأميركية للتخلص من «السمعة السيئة» التي لحقت بها جراء الحرب في اليمن، وفقا لـ«لخليج أونلاين».
وقالت الوكالة الإخبارية المتخصصة في الشؤون الإنسانية (مقرها جنيف)، إن هذه الشركات تروّج لخطة تعهدت بموجبها الرياض بتقديم نحو 3.5 مليار دولار من المساعدات العينية والنقدية لليمن.
وكشف التحقيق أن الإعلان عن الخطة لم يصل للصحفيين من التحالف العربي الذي تقوده السعودية أو مسؤولي الإغاثة السعوديين؛ بل جاء من شركة علاقات عامة بريطانية، وفيه دعوة لهم لزيارة اليمن.
وذكر التحقيق أن الخطة تهدف إلى «تلميع صورة السعودية أمام المجتمع الغربي فيما يتعلق باليمن».
وتقود السعودية تحالفا عربيا ضد مليشيا الحوثيين باليمن، في حرب مستمرة منذ 3 سنوات، خلّفت وراءها المجاعة وانتشار الأمراض.
واستند التحقيق الإنساني إلى وثائق رسمية، قدَّمتها الشركات الأميركية إلى وزارة العدل في الولايات المتحدة، كما أفادت قناة «الجزيرة».
وحسب الوثائق، فإن إحدى الشركات المستأجَرة من قِبل الرياض، وهي «كورفيس إم إس إل غروب»، تواصلت 60 مرة خلال 6 أشهر، مع مؤسسات إعلامية أميركية؛ لتقديم معلومات وتحليلات صاغتها عن دور السعودية في اليمن.
وتدير هذه الشركة أيضا موقعا إلكترونيا خاصا بالخطة السعودية ومواقع للتواصل الاجتماعي، بتكليف من السفارة السعودية في واشنطن.
وهناك شركة أخرى أرسلت مئات المقالات والتحليلات إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي، قالت فيها إن العمليات العسكرية للسعودية والإمارات في اليمن «تهدف إلى محاربة الإرهاب، وإن حماية المدنيين في اليمن على رأس أولويات التحالف».
أما شركة «بيج فيل» البريطانية، فقد انتقت عددا من الصحفيين الغربيين، ونظمت لهم رحلة إلى اليمن؛ لتصوير وصول شحنة مساعدات سعودية.
وقد ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن السعودية زادت عدد جماعات الضغط التي تعمل لصالحها من 25 إلى 145 جماعة خلال العامين الماضيين.
وتتهم وسائل إعلام، التحالفَ الذي تقوده السعودية، بشن غارات جوية وقصف مناطق في اليمن، أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، دون تحديده.