شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رصاص الاحتلال وانتهاكات المستوطنين يهددان موسم حصاد الزيتون الفلسطيني

رصاص الاحتلال وانتهاكات المستوطنين يهددان موسم حصاد الزيتون الفلسطيني
  ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة بدأ موسم جني محصول الزيتون في الأراضي الفلسطينية، ورغم الانقسام السياسي...

 

ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة بدأ موسم جني محصول الزيتون في الأراضي الفلسطينية، ورغم الانقسام السياسي والجغرافي بين شطري الوطن بفعل الصراع بين حكومتين والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مزارعي المحصول الأهم والأول في فلسطين تتقارب معاناتهم في حصد ثماره.

ففي قطاع غزة يحصد مزارعو الزيتون ثماره على حدود القطاع في رعب تخوفا من طلقات رصاص جنود الاحتلال الاسرائيلى المتمركزين في الأبراج العسكرية والتي غالبا ما تعرقل موسم حصاده، وفى الضفة الغربية يدخل المزارعون في اشتباكات مستمرة بالأيدي مع المستوطنين الذين يحرقون أشجاره ويقتلعونها معززين بحراسة جنود جيش الاحتلال وكلابهم.

وحسب وزير الزراعة الفلسطيني وليد عساف فأن ما نسبته 50% من المساحة المزروعة في فلسطين هى لمحصول الزيتون، مضيفا أن شجرة الزيتون المكون الرئيسي في الإنتاج النباتي، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون حوالي مليون دونم (الدونم ألف متر مربع).

وقال "أبو غسان" أحد مزارعي الزيتون في بيت لاهيا شمال القطاع لمراسل وكالة انباءالشرق الأوسط في غزة "إن موسم قطف الزيتون نعتبره "عرس فلسطيني" في مثل هذه الأيام من كل عام، والشعب الفلسطيني يحافظ على طقوس الحصاد منذ النكبة كما يورث مفرداتها للأجيال الجديدة مثل "الفزعة والعودة".

وأوضح أن من الطقوس الثابتة خروج كل القرية لجني الثمار، حيث يرتدى الشباب الكوفية الفلسطينية والفتيات الزى الفلسطيني التقليدي، مؤكدا عدم التنازل عن الأرض أو زراعة الزيتون، مرددا مقولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الشهيرة "باقون ما بقى الزعتر والزيتون".

وعن عرقلة الاحتلال لعمليات جني ثمار الزيتون، قال أبو غسان "إن الاحتلال تسبب في خسارة فادحة لنا بمنعنا من الوصول إلى أراضينا القريبة من الحدود، مطالبا الصليب الأحمر بمرافقة المزارعين حين التوجه إلى أراضيهم.

وقال ابو غسان إنه يحاول إعادة الحياة إلى أرضه من جديد كلما شهدت المنطقة هدوءا نسبيا، لكن وقوع أرضه قرب من الجدار الحدودي يجعلها مسرحا دائما لإطلاق النار الإسرائيلي، وهوما يمنعه من الوصول إليها.

ويقول صابر الزعانين منسق المبادرة المحلية لنشطاء المقاومة الشعبية في بيت حانون لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة أن عملية جني ثمار الزيتون على حدود قطاع غزة محفوفة بالمخاطر بعد فرض الاحتلال منطقة عازلة حددت بنحو 300 متر، إلا أن الاحتلال وسعها من خلال التجريف والتوغل إلى ألف متر مما أهدر مساحات واسعة من أخصب الاراضى الزراعية في القطاع.

وقدرت إحصاءات زراعية بغزة أن مساحات الأراضي التي كانت مزروعة بالزيتون في بيت حانون شمال القطاع تقدر بنحو 2000 دونم، تم تجريف نحو 70% منها بالإضافة إلى تجريف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الحمضيات.

وقال الزعانين "إن الاحتلال يستهدف المزارعين على الحدود بشكل مباشر، ورغم أننا نقوم بحملات تضامن مع مزارعي الزيتون بمشاركة نشطاء أجانب بغزة في منطقة بيت حانون، إلا إن الاحتلال يواصل إطلاق النار تجاه المشاركين ما أدى إلى وقوع إصابات أكثر من مرة".

وأضاف أن الاحتلال يأمل في اقتلاع كافة أشجار الزيتون في الاراضى الفلسطينية لإرتباطة بوجود الشعب الفلسطيني وقضيته.

وفى الضفة الغربية، لا يختلف تهديد الاحتلال لموسم لحصاد الزيتون كثيرا عن القطاع، فقد اقتلع مستوطنون مع بدء موسم الحصاد خلال الثلاثة الأيام الماضية نحو 500 شجرة زيتون في قرى متفرقة بالضفة، كما هاجم مستوطنون يهود مواطنين من قرية "بيتللو" شمال غرب رام الله أثناء قيامهم بقطف ثمار الزيتون.

ونبه نضال رضوان احد مزارعي القرية إلى أنه في كل عام مع بدء موسم حصاد الزيتون يكثف المستوطنون من هجماتهم لأراضي المواطنين، ومحاصيلهم الزراعية.

يشار إلى أنه يوجد في الضفة الغربية أكثر من 87 منطقة زراعية ساخنة وتماس قريبة من المستوطنات والجدار العازل.

وقال توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فى تصريح له أن هذه السياسة الهمجية التي يتبعها المستوطنون ما هي إلا وسيله لتهجير المزارعين الفلسطينيين وإرهابهم، ووجه رسالة إلى جميع المزارعين حيث طالبهم من خلالها إلى أهمية جمع ثمار الزيتون وعدم تركه في الأراضي، حيث يعمد المستوطنون إلى مصادرته.

ودعا الطيراوي جميع فئات المجتمع الفلسطيني للمشاركة في هذا الموسم الذي أصبح جزءا من التراث الفلسطيني القديم، الذي لم ولن يندثر على الرغم من تغيرات الحياة، وتابع "رغم محاولة المستوطنين تحويله إلى موسم قتل ودماء إلا أنه يبقى جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني".

من جانبه طالب مجلس الوزراء الفلسطيني في جلسته الأخيرة بأوسع مشاركة مجتمعية للتضامن مع المزارعين ومساعدتهم في جني المحصول، كما دعا إلى توفير حماية فورية لهم محملا الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن التصعيد المتواصل ضد المزارعين.

وأدان استمرار الانتهاكات التي يمارسها المستوطنون ضد المزارعين الفلسطينيين خلال قطفهم الزيتون في أكثر من موقع، ومنع الاحتلال للمزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

يشار إلى أن وزارة الزراعة الفلسطينية قررت بدء موسم الحصاد مبكرا هذا العام تفاديا لمواجهة حملات اعتداءات المستوطنين، لكن رغم قرار التبكير، تعرض قاطفو الزيتون في الكثير من قرى الضفة الغربية لاعتداءات من قبل مجموعات من المستوطنين بحماية من الجيش الإسرائيلي.

ومن المتوقع أن تنتج الأراضي الفلسطينية هذا العام من 18 إلى 20 ألف طن زيت، وتوجد في فلسطين نحو مليون شجرة زيتون مزروعة، حسب رئيس مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني حسني بركات



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023