يبدو أن العلاقات المصرية التركية غير مكتوب لها التهدئة؛ فبعد تصريحات التهدئة، خلال الفترة الماضية، وحالة النشاط التجاري بين البلدين، جاء تطور جديد حول حقوق التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط؛ حيث أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، أن بلاده تخطط لبدء التنقيب عن النفط والغاز بالمنطقة في المستقبل القريب، بما يخالف الحدود المدرجة في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين قبرص ومصر، مؤكدا أنها لا تحمل أي صفة قانونية.
وأضاف، في حوار مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية، أن بلاده قدمت طلبًا لرفض الاتفاقية، بزعم أنها «تنتهك الجرف القاري التركي عند خطوط الطول 32، و16، و18 درجة، لا يمكن لأي جهة أجنبية أو شركة أو حتى سفينة إجراء أية أبحاث علمية غير قانونية أو التنقيب عن النفط والغاز بتلك المنطقة».
رد مصري
وجاء الرد المصري على التصريحات التركية سريعا؛ فحذرت وزارة الخارجية المصرية تركيا من أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في منطقة شرق البحر المتوسط.
وقالت الخارجية، في بيان مقتضب لها، اليوم، ردا على إعلان تركيا عدم اعترافها بالاتفاق المبرم بين مصر وقبرص عام 2013 بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها؛ حيث إنها تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة.
إعلان حرب
وعلى الفور، خرج الإعلام المصري ليهاجم تركيا؛ حيث شنت وسائل إعلام مصرية هجوما عنيفا على تركيا، وزعم مقدم البرامج عمرو أديب، أن هناك تهديدات لمصر من قبل تركيا، دفعت عبدالفتاح السيسي إلى شراء غواصات بحرية وحاملة طائرات وقطع بحرية، والعمل بشكل جدي على تطوير القوات البحرية وتسليحها، بجانب إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية.
واعتبر أديب، خلال تقديمه برنامج «كل يوم»، على قناة «أون إي»، أن «تصريحات وزير خارجية تركيا بأن الاتفاقية التي أبرمت بين مصر وقبرص في البحر المتوسط غير قانونية، إعلان حرب».
وقال: «يعني تركيا بتتكلم في أكل عيش، وده يعتبر إعلان مبدئي للحرب، في الوقت اللي مصر بتعمل فيه 11 كشف غاز في المنطقة دي».
موسى يصف وزير الخارجية التركي بالبلطجي
وانتقد مقدم البرامج المصري أحمد موسى، تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، مطلقا عليه وصف «البلطجي».
وقال موسى، إن وزير الخارجية التركي يدعي أن الاتفاق بين مصر وقبرص لا يحمل صفة قانونية رغم أنه موجود بالأمم المتحدة.
وأشار موسى، عبر قناة «صدى البلد»، إلى أن «مصر اتخذت الإجراءات القانونية كاملة» دون توضيح، مشيرًا إلى أن «سبب انزعاج تركيا تطوير تسليح القوات المسلحة».
وأضاف موسى، أن كلا من تركيا وإسرائيل منزعجتان كثيرا، من تطوير تسليح الجيش المصري، رغم توقيع الأخيرة على معاهدة السلام مع مصر إلا أن أمر تسليح القوات المسلحة المصرية يؤرق إسرائيل كثيرا.
وأشار موسى، إلى أن مصر رغم قوة تسليحها إلا أنها دولة محترمة، لا تعتدي على دولة أخرى ولا تسمح لأحد بالاعتداء عليها متابعا: «مصر محدش يقدر يقرب ليها».
صراع عسكري
قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن منطقة شمال شرق البحر المتوسط سوف تكون منطقة وبؤرة صراع عسكري قادمة.
وأضاف القليوبي، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج «حضرة المواطن»، المذاع عبر فضائية «الحدث اليوم»، مساء الثلاثاء، أن الحكومة اللبنانية صرحت تصريحًا صارمًا من قبل إسرائيل، بعد افتتاح حقل ظهر، وأن هناك تعنتا تركيا واضحا لأن تركيا كانت تأمل أن تكون مركزا لتجارة الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وكانت تتعامل مع الجانب الإسرائيلي واللبناني لتنفيذ ذلك.
وتابع أن دخول الدولة المصرية لهذه المنطقة أوقف كل هذه المخططات، مؤكدًا أن الرد التركي والإسرائيلي على ما يحدث في حوض البحر المتوسط تعنت ورعونة وقرصنة.