تشهد العلاقات بين البحرين وحكومة الاحتلال تقاربا متزايدا، وخطوات متساعرة في اتجاه إعلان التطبيع بصورة رسمية، من خلال زيارات معلنة وسرية وتصريحات بحرينية تلاطف بها «إسرائيل».
كان آخر ما أثير حول العلاقة بين الطرفين، ما أثاره وزير الاتصالات الإسرائيلي حول زيارة أمير بحريني من الأسرة الحاكمة، إلى تل أبيب، ولقاء منتظر اليوم الإثنين داخل الكنيست.
زيارة أمير لتل أبيب تثير الجدل
وقال وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أيوب قرا، إنه التقى أميرا بحرينيا يدعى مبارك آل خليفة، في مدينة «تل أبيب» مؤخرا، وذلك للمرة الأولى وبشكل علني.
وأوضح قرا، في تغريدة على موقع التواصل «تويتر» نشرها، السبت، أنه سيلتقي الأمير البحريني مرة أخرى، الإثنين، داخل الكنيست الإسرائيلي، في حين لم تؤكد أو تنفِ مصادر بحرينية تلك الأنباء ولا صحة الصورة.
נפגשתי בגלוי בפעם הראשונה בת"א עם מובארק אלכליפה –
נסיך בחרין, לחיזוק הקשר בין שתי המדינות.
ביום שני יהיה לי גם הכבוד לארח אותו בכנסת ישראל. pic.twitter.com/QR8DSxiNDE— איוב קרא (@ayoobkara) February 4, 2018
وأثارت تغريدة الوزير الإسرائيلي الجدل حولها، خاصة أن للبحرين تاريخا وتصريحات مستمرة في تحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مراسل هيئة البث الإسرائيلية شمعون آران، ذكر فيي تغريدة له أن الوزير ألغى الزيارة بعدما اتضح أن الشاب المرافق له ليس أميرا بحرينيا.
فضيحة "أمير #البحرين"
ألوزير أيوب قرا يلغي الزيارة التي خططت للشاب البحريني المدعو "مبارك آل خلفية" إلى الكنيست بعد أن إتضح أنه ليس أميرا بحرينيا ولا علاقة له بالعائلة الحاكمة في المملكة!ديوان أيوب قرا إدعى بداية أنه مقرب من ولي عهد #السعودية
وكيف وقعت هذه الحادثة المربكة؟؟؟ https://t.co/kBmlGyNJTr— שמעון ארן شمعون آران (@simonarann) February 5, 2018
وفي المقابل، صرحت، وزارة الخارجية الاسرائيلية لـ«التايمز أوف إسرائيل» بأنها ليس لديها علم بأي زيارة لشخصية بحرينية ولا تستطيع تأكيد وضعه الملكي، لكنها تقول يبدو أنه مبارك بن حمد وفي زيارة خاصة أن بعض المسؤولين البحرينيين حاولوا منعه!.
ولم تعلق سلطات البحرين على الزيارة أو هوية الأمير المزعوم، ولكن بعض رواد مواقع التواصل قالوا، إنه أحد أفراد الأسرة الحاكمة ولكنه لا يشغل منصبا سياسيا ولا يعيش في البحرين، ولكن يعيش في بيلغرافيا، قرب لندن.
أزمة القدس وبيان البحرين
وتأتي الزيارة في وقت تشتعل الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية جراء الإعلان الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإعلان المدينة عاصمة لـ«إسرائيل»، في 6 ديسمبر الماضي، والذي لا يزال تبعاته مستمرة حتى الآن من خلال إجراءات تتبعها الاحتلال داخل فلسطين في رحلة تهويد القدس وإلغاء الطابع الإسلامي والمسيحي عن المدينة.
وعلى الرغم من بيان البحرين وقت الأزمة بالتنديد بالموقف الأميركي، ووصفه بأنه «يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط»، و«يعطل جميع المبادرات والمفاوضات للتوصل إلى الحل النهائي المأمول»، إلا أن الإجراءات التي تتخذها في الواقع تتجه بقوة نحو التطبيع.
وفي ديسمبر الماضي، قال وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، إن قضية فلسطين قضية جانبية، وإنه ليس من المفيد إثارة الخلاف مع الولايات المتحدة الأميركية بشأنها.
وكتب آل خليفة، في تغريدته المثيرة للجدل، باعتبار أن القدس وفلسطين قضايا هامشية، أنه «ليس من المفيد اختيار معركة مع الولايات المتحدة حول قضايا جانبية بينما نكافح معا الخطر الواضح والحالي للجمهورية الإسلامية الثيوقراطية الفاشية».
مظاهر التطبيع
زيارة الأمير البحريني، ليست أولى مظاهر التطبيع خاصة في الفترة الأخيرة والتي نجد فيها دفعا نحو التعامل مع الكيان الصهيوني بأريحية من الدول العربية، خاصة البحرين الذي صرح ملكها حمد بن عيسى آل خليفة، بمعارضته المقاطعة العربية لإسرائيل.
ملك البحرين أدان، في وقت سابق، المقاطعة العربية لإسرائيل، وأعلن نيته التطبيع مع إسرائيل علنًا وقال لمدير مركز شمعون فيزيطال بلوس أنجيلوس، إنه سيسمح لرعاياه بزيارة إسرائيل رسميًا.
كما شارك ابن ملك البحرين شارك في ندوة للتعايش بين الأديان في مركز شمعون فيزيطال الإسرائيلي، ووقع على وثيقة تدين الكراهية والعنف الديني، بحسب موقع «معاريف» الإسرائيلي.
كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن راشد بن خليفة آل خليفة -وهو رسام من العائلة الحاكمة في البحرين- يسهم في إنتاج أعمال فنية لإسرائيليين، مضيفة أنه يشغل منصب الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية.
الوفود البحرينية لم تتوقف إلى تل أبيب، وفي خضم اشتعال الأحداث في فلسطين، والاحتجاجات التي سادت الأرض من شرقها لغربها، بدأ وفد بحريني زيارته إلى تل أبيب يوم 10 ديسمبر ، في أول زيارة علنية دامت لمدة 4 أيام.
وضم الوفد البحريني 24 شخصية، والذين انتشرت صورهم وهم يتجولون في شوارع البلدة القديمة من القدس، ما أثار غضب وحفيظة الشارع العربي.
وصرح الوفد، بأن زيارته تأتي تجسيدا لتوجيهات مباشرة من ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بإحداث تحول دراماتيكي على علاقة بلاده بإسرائيل.
ودفعت الزيارة، إلى تصريح بعض رجال الأعمال الإسرائيليين إلى الإعلان عن نيتهم زيارة البحرين، في إطار تبادل الوفود والعلاقات بين البحرين و«إسرائيل».
وكشف المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت، في تقرير نشره موقع «يسرائيل بالس»، أن معهد «فيزنتال» يقوم سرا بتنظيم رحلات من البحرين إلى إسرائيل، بحسب «العربي الجديد»، مضيفا أن النظام البحريني يحرص أيضا على توثيق علاقاته بالمنظمات اليهودية الأميركية، من أجل تعزيز مكانته في واشنطن.