انتقدت صحيفة «الجارديان» البريطانية استقبال رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» لولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ مطالبة بإثارة ملفات «حرية التعبير» و«حقوق الإنسان» «وحرب اليمن» أثناء الزيارة. بينما دعت حملات إلى منع الزيارة المقرر لها في الأسابيع المقبلة.
وفي مقالها الافتتاحي، بعنوان «وجهة نظر في الزيارة السعودية.. لا تتاجروا بالقيم»، قالت «الجارديان» إنّ «عقوبات الجلد والتعذيب، وغياب حكومة منتخبة؛ هما اللبنتان الأساسيتان للمجتمع السعودي».
الحاكم الفعلي
واعتبرت الصحيفة البريطانية «ابن سلمان» الحاكم الفعلي للمملكة، و«روّج لنفسه كمصلح ليبرالي؛ باتخاذ خطوات إصلاحية صغرى، ولا سيما بعد السماح للنساء بقيادة السيارات ومشاهدة مباريات كرة القدم والغناء على المسرح».
وقالت إنّ «الحملة على الفساد التي أعلنها يتضّح أنها تستهدف المنافسين الملكيين»، كما إنّ سعيه لـ«توطيد سلطته الذي لا يرحم يسلط الضوء على عنف النظام السعودي مع المعارضة».
ونبهت «الجارديان» رئيسة الوزراء البريطانية إلى ضرورة قراءة «التقارير الخاصة بحالات الاختفاء القسري للناشطين في مجال حقوق الإنسان والمنشقين السياسيين ورجال الدين في السعودية».
أسوأ أزمة
وقالت «الجارديان» إنّ «الحرب في اليمن، التي باتت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، من بنات أفكار ولي العهد السعودي؛ ومن المخجل أن تُقدّم أسلحة ودعم عسكري بريطانيان لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين في اليمن».
وأضافت أنّ حجم مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية يقدر بنحو مائتي مليون جنيه إسترليني في الشهر (285 مليون دولار)، و«هذا الرقم يبدو أنه يؤثر في عقل تيريزا ماي أكثر من وفيات الأطفال بأماكن بعيدة؛ لكن يجب على بريطانيا ألا تتخلى عن مبادئها وقيمها».
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تقارير تفيد بأنّ «قواعد مدينة المال والأعمال في لندن يُلتف عليها لضمان طرح شريحة تقدر بمائة مليار دولار من أسهم شركة النفط الوطنية السعودية في بورصة لندن».
حملة رفض
من جانبها، نظّمت مؤسسات حقوقية بريطانية وقفات وحملة تطالب برفض زيارة محمد بن سلمان بريطانيا؛ مبررة بأنّ الدعم الغربي ساهم في قتل الشعب اليمني وتدمير البنى التحتية لبلاده في السنوات الثلاث الماضية بسبب التحالف الذي تقوده السعودية، برئاسة ولي العهد، على اليمن.
كما حملت شاحنات ملصقات كتب عليها: «على بريطانيا ألا ترحب بمجرم الحرب محمد بن سلمان».