قال موقع «جلوبال ريسيرش» إنّ السعودية اتخذت الحوثيين ذريعة لتدخلها في اليمن، بعدما كان موقفها السابق الدعوة إلى التهدئة معهم أثناء تولي علي عبدالله صالح الحكم، الذي قاد هجمات متتالية ضدهم بسبب التمرد الذي قاموا به في 2004، كما طالبت المملكة حينها بالتهدئة معهم وتجنب التعرض لهم بطرق دموية.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ المعلومة التي عرضها الموقع أكّدت أنّ الاستراتيجية السعودية تجاه اليمن التي قادت بناءً عليها حربها ضدها في 2015 كانت حديثة وموضوعة في الوقت نفسه، وتتعلق بإيران فقط وليست بفكرة المد الحوثي.
ولم يحصل الحوثيون على أسلحة من إيران كما تدعي السعودية والتحالف الذي تقوده، وأكّد محللون ومراقبون للأوضاع في اليمن أنّ الحوثيين يحصلون على أسلحتهم من السوق السوداء في اليمن.
وأفادت تقارير بأنّ التحالف السعودي أطلق ضربات جوية على اليمن قتلت عشية عيد الميلاد وحدها 71 مدنيًا، بينهم أطفال كثيرون، ولم تحظ هذه المجزرة باهتمام كبير. وفي اليوم التالي، قادت غارات أخرى قتلت فيها 68 رجلًا وامرأة وطفلًا، والناجون من الغارات لم ينجوا من الموت جوعًا.
والمجازر التي تحدث في اليمن غالبًا ما تتغاضى عنها وسائل الإعلام، خاصة المحلية، التي أعلنت الولاء للسادة الأقوياء في السعودية والإمارات؛ بل تُضخّم الجرائم التي يرتكبها الطرف الآخر: «الحوثيون»، بجانب وسائل الإعلام العالمية التي تصنّع مؤسسات وقادة في دولها القنابل والأسلحة التي تقتل المواطنين هناك؛ مثل الولايات المتحدة وبريطانيا أيضًا، ويباركها قادتها.
لكن، كما وصفت المنظمات التابعة للأمم المتحدة، فما يحدث في اليمن حاليًا أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث.
حليف أميركا في الشرق الأوسط
اتهم الموقع السعودية بأنها المسؤول الأول والأخير، والذي يتحمل جزءًا كبيرًا مما يحدث في اليمن، تحت مباركة واشنطن ودعمها. وزار ترامب الرياض في مايو الماضي وعقد صفقات معها بمليارات الدولارت نظير الصمت والموافقة الأميركية على قيادة حرب على اليمن.
ولم تهتم أميركا بكون السعودية دولة ثيوقراطية استبدادية، أو أنها الراعي الأكبر للحشود الإرهابية المنتشرة في أماكن كثيرة من العالم؛ وهي أمور تعلم بها واشنطن جيدًا. كما كشفت المراسلات المسربة من بريد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أكدت فيها أن السعودية تقدم دعمًا ماليًا وخدميًا لتنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وذهبت الولايات المتحدة إلى أداء دور أكثر من مجرد إعطاء الضوء الأخضر لقيادة الحرب في اليمن، بل قدّمت لهم أسلحة دقيقة ومتطورة؛ وهو ما يجعل واشنطن متورطة بشكل أساسي، وهي أمور تحدّث عنها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشكل علني.
أسطورة وكلاء إيران في اليمن
اختلقت السعودية ذريعة إيران لقيادة ضرباتها في اليمن والحصول على دعم الولايات المتحدة، وقال إنّ الحوثيين ينسّقون بشكل دائم ومستمر مع إيران من أجل توسيع نفوذهم في المنطقة، كما اتخذت الرياض ذريعة إطلاق صاروخ على العاصمة السعودية لقيادة مزيد من الهجمات في اليمن وتضييق الحصار على موانئها؛ وبذلك يكون هدفها الأكبر من الحرب اليمني «إرسال رسالة إلى إيران بالتوقف عن التدخل في الشؤون العربية».
لكنّ سرد الحوثيين وتنسيقهم مع إيران مبالغ فيه إلى حد كبير، وهو مجرد صراع إقليمي بين قوتين إقليميتين: السعودية وإيران، وكان التخطيط له مستمرًا منذ مدة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، فقبل خطبة ترامب التي ألقاها في القمة الإسلامية واتهم فيها إيران بتمويل الجماعات الإرهابية، ذكر وزير الدفاع جيمس ماتيس أنّ إيران أكبر راعية للإرهاب في العالم.
وأكّد محللون ومراقبون للأوضاع أنّ الحوثيين يحصلون على أسلحتهم من السوق السوداء في اليمن، ومن المقرات الحكومية التي استولوا عليها؛ وليس من إيران، كما أنهم يستمدون جانبًا من قوتهم من المظالم المحلية للسكان هناك.
منذ اندلاع الانتفاضة الحوثية في 2004، أخذ علي عبدالله صالح في قيادة هجمات متتالية عليهم، وكانت السعودية في ذلك الوقت تسعى إلى تهدئة الأوضاع معهم؛ ما يلفت إلى أنّ استراتيجيتها تجاههم الآن حديثة، وموضوعة في 2015 ولا يوجد لها جذور.
وكل هذا لم يحدث دون دعم الولايات المتحدة الأميركية، كما لم تحصل المجازر التي ارتكبها التحالف هناك على تغطية تستحق في وفاة أكثر من 15 ألف مدني.