مرسي والحاقدين ومصر
لا أطلب من الجميع أن يجتمعوا على حب وتأييد الريس مرسي ، ولكن أطلب من الجميع أن يكون منصفا وينظر بعين العدل والرحمة إلى الرئيس وأعماله ومجهوداته ، وان يكون مرجعيتهم الوحيدة في الحكم على أعماله هو حب الوطن ومصلحته العليا ، أما إذا تدخلت النفوس والقلوب في عمل العقل أفسدته ، وعندما تحكم على شيء لا بد أن تفصل فصلا تاما بين العقل والقلب ، وارفع شعار (لا لخلط العقل بالقلب ) ، فإلى كل من يكره الإخوان لأسباب شخصية أو لأفكار مضادة أو اعتراضا على سياسات اتبعوها أو لقناعات تربت لديه صحيحة كانت أو خاطئة ، من فضلك انس هذا كله أو انس أن الرئيس من الإخوان عندما تقيم أعماله وتحكم عليه ، واعلم انه لم يأت بعد سيدنا عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز ، ولكنه أتى بعد حسني مبارك والحزب الوطني ، و جاء بعد فساد دام لعشرات السنين وراعوا أيضا أنه جاء في ظل قوانين وتشريعات فاسدة تنظم أمور البلاد وتسري على الرئيس والحكومة والشعب وعقود ومعاهدات دمرت موارد الدولة ، وفي ظل هذا كله هو يعمل ليل نهار ليزيل تلك العوائق أو يجعل منها طريقا يستطيع السير فيه لبناء مصر الجديدة ، ولا تنس أن تنظر إلى الشعب المصري وما يطلبه من الرئيس واعلم أن هذا هو الأهم ،
أما إذا كنت لا تستطيع أن تنسى أن مرسي من الإخوان ( اللي بتكرههم ) وترى انجازاته جيدا وتعترف بها في داخلك ولا تستطيع أن تصرح بها ويزعجك ذلك ، فأرجوك لا تجعل الحقد الذي بداخلك يتعدى حيز القلب ويخرج إلى العقل واللسان فتصدر منك التعليقات السخيفة والآراء السفيهة ويصل بك الأمر إلى إصدار إشاعات كاذبة ومغرضة تهدف بها إلى إضاعة مجهوده الذي يبذله في خدمة الشعب أو إفساد ما ينجزه بطرق أخرى، ليس من المصلحة العامة أن تنكر مجهودات شخص أو جماعة أدت لنتائج طيبة في صالح مصر ، حتى لو كانت تلك الجماعة أو ذلك الشخص يسيرون على نهج خطأ أو فكر رجعي أو يتاجرون بالدين (كما تعتقد أنت ) ، على الأقل كي يتمنى الآخرون فعل انجازات أكثر ليسبقوهم ويتفوقوا عليهم فيصب ذلك كله في مصلحة بلدنا ، وعلى الأقل أيضا كي لا يصاب ذلك الشخص المسئول بالإحباط ويتقاعس عن العمل لخدمة بلده وتأدية واجبه ويعود الضرر الوحيد على مصر وليس على أي شيء آخر ، من الممكن أن يرحل مرسي ويرحل الإخوان ويختفوا إلى الأبد إذا فشلوا في خدمة مصر ، ولكن ستبقى مصر ضعيفة ومتأخرة ، وسنظل هكذا دائما إذا استمر كل منا في التعامل مع الآخر بتلك الطريقة ،
أرجوكم انظروا إلى السياسة أنها منافسة لخدمة مصر وليست منافسة للحصول على مصر .
