بعد أيام طويلة من الجدل، استقر نظام عبدالفتاح السيسي على ترشيح موسى مصطفي موسي رئيس حزب الغد، لرئاسة الجمهورية، بعد أن أغلقت في تمام الثانية بعد ظهر اليوم، الاثنين، الهيئة الوطنية للانتخابات أبوابها لتلقي طلبات الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وتقدم رسميا موسى مصطفي موسي رئيس حزب الغد بأوراق ترشحه قبل غلق باب الترشح بدقائق، وبذلك يكون المنافس الوحيد أمام عبد الفتاح السيسى، الرئيس المنتهية ولايته.
وطبقا للجدول الزمني للانتخابات الرئاسية، يتم إعلان القائمة المبدئية لأسماء المرشحين، خلال يوم الأربعاء 31 يناير، ويتم تلقي اللجنة اعتراضات المرشحين خلال يومي الخميس والجمعة الموافقين 1و2 من فبراير 2018، ويتم فحص طلبات الترشح والفصل في التظلمات يوم 5 فبراير، علي أن يتم إخطار المرشح المستبعد بقرار الاستبعاد وأسبابه يوم 6 فبراير.
ترشيح موسى مصطفى موسى أثار التساؤلات حول أسباب إصرار نظام السيسي على الدفع بمرشح كومبارس أمام السيسي، في الوقت الذي أصبح هذا الترشح محل سخرية المصريين، وإحراج دولي للنظام.
غضب إعلامي
غضب وتعجب إعلامي عبر عنه عدد من نجوم برامج التوك شو المصرية لعدم ظهور منافس لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية حتى الآن.
وكان على رأس الغاضبين الإعلامية لميس الحديدي التي حازت مقدمتها أمس على معدل مشاهدة عالية بعد انتقادها للأوضاع السياسية في مصر.
كما انتقد الإعلامي سيد علي غياب المنافسين في الانتخابات الرئاسية، مضيفا: «نشتري منافس عشان شكلنا أمام العالم يعني.. يبدو أنه تم تأميم السياسة في مصر كما تم تأميم الإعلام».
وأكد الإعلامي وائل الإبراشي أن مصر حاليا تعاني من حالة عقم سياسي وعلى السياسيين التحرك للخروج من تلك الحالة.
سخرية المصريين
وأثار ترشيح كومبارس السيسي سخرية المصريين الذين لم يقتنعو بمحاولات السيسي تجميل العملية الانتخابية، ودشن رواد موقع التدوينات المصغر «تويتر»، وسم باب الترشح؛ تزامنا مع إعلان إغلاق الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم الإثنين، باب تلقي طلبات الترشح بانتخابات رئاسة الجمهورية 2018.
وأغلقت المجالس الطبية، أمس الأحد، باب الكشف الطبي لراغبي الترشح بانتخابات رئاسة الجمهورية التي تجرى أواخر مارس المقبل.
وسخر المغردون من الانتخابات الرئاسية التي تبحث عن «كومبارس» ليكمل المشهد الهزلي، على حد وصفهم.
وسخر الأديب والروائي علاء الأسواني، مما يحدث قبل الانتخابات الرئاسية، ولا سيما بعد تقدم السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، بطلب لإجراء الكشف الطبي تمهيدًا لخوض الانتخابات.
الأسواني، قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر «تويتر»: «إعلان.. مطلوب فورًا مرشح رئاسي فوق الأربعين ليخسر الانتخابات أمام الرئيس السيسي، كومبارس ناطق، لا تشترط الخبرة ، تغطية إعلامية وامتيازات ومكافأة مالية مغرية».
وتابع: «سيحصل على نصف إلى واحد في المائة من أصوات الناخبين، المقابلة يوميًا الساعة 10 صباحًا في مبنى المخابرات، الوسطاء يمتنعون».
انتقادات دولية
تعتبر الانتقادات الدولية للانتخابات المصرية، أحد أهم أسباب ترشيح مرشح كومبارس أمام السيسي، ولكن من الواضح أن هذة المسرحية لم تمر مرور الكرام على المجتمع الدولي.
وتزايدت في الساعات الأخيرة الانتقادات التي وجهتها منظمات دولية ووسائل إعلام غربية للنظام المصري؛ بسبب اعتقال المرشح الرئاسي سامي عنان، وانسحاب المرشح خالد علي؛ بسبب الضغوط الأمنية على حملته، وطالبوا النظام بوقف التدخل في الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في تعليق لها على التطورات في مصر، إن المسؤولين الأمريكيين قلقون إزاء التقارير حول اعتقال وانسحاب واستبعاد مرشحين من العملية الانتخابية الرئاسية، وسط شكاوى من عدم عدل هذه الانتخابات. كما أدان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جون ماكين، القمع الذي يمارسه عبد الفتاح السيسي ضد معارضيه السياسيين، واعتقال مرشحي الرئاسة، مشككا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة.
وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن السيسي يتصرف كشخص يعرف جيدا أنه فقدَ دعم الشعب المصري له، ويخشى من المنافسة النزيهة، مطالبة الإدارة الأمريكية بأن تغير طريقة معاملتها لنظام السيسي وفقا لهذا التغير. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن رد السيسي باعتقال المرشحين المنافسين له يؤكد أنه يعرف أن شعبيته تهاوت بشكل سريع، وأنه دون دعم النخبة العسكرية فإنه لن يستمر في الحكم. ونصحت واشنطن بوست إدارة الرئيس دونالد ترامب بمراجعة موقفها بشأن علاقاتها مع النظام المصري، مؤكدة أن السيسي لم يعد صديقا للولايات المتحدة بل عبئا عليها.