بعد مرور 93 عاما على حرب أكتوبر المجيد، ومحاولات السينما المصرية في تجسيد أحداث الحرب ظلت بطولات رجال النصر عصية على التقديم ضمن عمل فني يرقى بتلك الملحمة.
مرت أعوام على حرب أكتوبر ولم يبق لنا غير الاحتفالات به, ومشاهدة الأفلام التي ترصد حرب أكتوبر, فيوجد هنا سؤال: هل الفن قدم صورة حقيقية عن حرب أكتوبر؟ أم يوجد تأثير في إنتاج أفلام حرب أكتوبر؟ وهذا ما نعرفه من النقاد والفنانين.
وصف الناقد الفني طارق الشناوي الإنتاج المصري بـ«غير الناضج»، محملا الدولة مسئولية إنتاج أفلام تؤرخ للحرب؛ حيث تجاهلت الأخيرة إنتاج أفلام بطريقة حرفية، وفي حين يتعامل المنتجون مع الفن على أنه سلعة، والاهتمام بتحقيق الإيرادات على حساب مضمون العمل الفني.
وفي سياق متصل، قال الناقد رفيق الصبان: إن أفلام الحروب "لم تعبر بصورة حقيقية عنها بكل ما حدث فيها من بطولات ولحظات إنسانية، فكل هذه الأفلام – من تحدث عن حرب أكتوبر أو ألمح إليها – قدمت بشكل لا يرتقي لتأريخ تلك الحرب.
وحول عزوف المنتجين عن استثمار أموالهم في «أفلام أكتوبر»، قالت الناقدة ماجدة خير الله: "يرجع ذلك إلى التكاليف الباهظة التي يتحملها المنتج بجانب أن هذه النوعية من الأفلام تحتاج موافقة جهات سيادية لديها الحق في التحكم في السيناريو وتعديله".
وانتقدت ما أسمته عزوف وزارة الثقافة عن دعم الأفلام التي «تهم الوطن وتؤرخ»، على حساب دعم أفلام عادية، مشيرة إلى وجود أعمال كثيرة لم تعرض في ذكرى انتصارات أكتوبر مثل مسلسل «شمس يوم جديد» بطولة عمرو واكد.
هذا وأكد الناقد سمير الجمل أن معظم الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر لم تكن بكلفة نظيراتها التي تعرض طوال السنين، منوها إلى أهمية «الصرف» على أفلام حرب أكتوبر، وأكثر من التكاليف التي يتم دفعها بالنسبة للأفلام العادية.
وأضاف: "المنتج الآن أصبح على هيئة تاجر، يسعى وراء الهلس والسطحية، أما المنتج الوطني الهادف لا يسأل فيه أحد".