بالتزامن مع دخول عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا، على الحدود التركية السورية ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، يومها الرابع، وتقدم الجيش التركي والجيش الحر في محيط عفرين شمالي سوريا، أنهى مجلس الأمن جلسته، مساء الإثنين، لبحث الهجوم التركي على تنظيمي «ب ي د/ بي كا كا» في عفرين السورية، من دون أن يصدر إدانة أو إعلانا مشتركا.
استمرار المعركة
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن عملية غصن الزيتون العسكرية، سوف تستمر حتى يتم القضاء على التهديدات الإرهابية التي تستهدف تركيا وخلق الأجواء المناسبة للعيش بسلام في المنطقة.
وأضاف أردوغان، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن تركيا لم تأخذ إذن أحد لتنفيذ عملية غصن الزيتون ضد الأهداف العسكرية لتنظيمي «ب ي د/ بي كا كا» الإرهابيين في عفرين.
وأكد أردوغان أن بلاده «لا تطمع بشبر واحد من أراضي أية دولة. وإنما الهدف الأساسي لتركيا من هذه العمليات هو الإسهام في حماية وحدة الأراضي السورية وسلامة حياة وممتلكات الشعب السوري، إلى جانب صون الأمن القومي التركي».
وبحسب الأناضول، فإن الجيش الحر بدعم من الجيش التركي، تقدما في عفرين، لليوم الرابع على التوالي من المعركة؛ حيث أجرت المقاتلات التركية طلعات جوية عدة، دكّت من خلالها تجمعات ونقاطا للحزب الكردي في عفرين.
وأعلنت القوات السيطرة على 11 نقطة، بعد دخولها منطقة عفرين من 3 محاور، من الشمال وشمال غرب والغرب.
مجلس الأمن على الحياد
أنهى مجلس الأمن الدولي، الإثنين، جلسة عقدها للبحث في العملية التركية ضد المقاتلين الأكراد في عفرين السورية، من دون أن يصدر إدانة أو إعلانا مشتركا.
ولم تصدر تصريحات عن أي ممثل للدول الأعضاء المؤثرة في مجلس الأمن، بخلاف السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا دولاتر، بعد هذه المشاورات التي لم تُشارك فيها السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وعبر دولاتر في الجلسة التي تمت بطلب من باريس عن «قلق عميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر».
وقال دولاتر إنّ «الأولوية هي لوحدة الحلفاء في الحرب ضد داعش»، في إشارة منه إلى تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرا أن عفرين لا تشكّل «سوى أحد عناصر» الأزمة في سوريا.
تباين ردود الفعل الدولية
جاءت معركة «غصن الزيتون» وسط تباين دولي؛ جراء التدخل التركي في عفرين، وقلق إزاء تصعيد الأوضاع في سوريا، إلا أن ردود الفعل جاءت وفق الخلافات السياسية مع الدولة التركية، فأتى رد الفعل المصري موافقا للأزمة بين القاهرة وأنقرة، والتي ترجع لعام 2013 بالإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، وازدادت حدتها مع الأزمة الخليجة التي وقفت فيها مصر بجانب السعودية والإمارات.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في مدينة عفرين شمال سوريا «تمثل انتهاكا للسيادة السورية».
وأعربت، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، عن رفضها للعملية العسكرية وقالت إنها تقوض «الجهود القائمة للحل السياسي وجهود مكافحة الإرهاب» في سوريا.
في حين أبدت الدولة القطرية ارتياحا للعملية التركية، وقالت إنها تدعم جهود أنقرة في الحفاظ على أمنها الوطني، وذلك إثر تعرض الأراضي التركية لاختراقات وهجمات إرهابية متعددة.
وقالت الخارجية القطرية، إن «إطلاق القوات المسلحة التركية عملية (غصن الزيتون)، السبت الماضي، جاء مدفوعا بمخاوف مشروعة متعلقة بأمنها الوطني وتأمين حدودها، بالإضافة لحماية وحدة الأراضي السورية من خطر الانفصال».
أما الموقف الأميركي فجاء متناقضا بحسب تصريح متحدثة البيت الأبيض الأميركي، سارة ساندرز، أمس الإثنين، والتي أشارت فيه إلى أن بلادها تأخذ على محمل الجد مخاوف تركية، واعتبرتها مشروعة، وفي الوقت ذاته دعت إلى الحد من الاشتباكات في سوريا، والتركيز على هزيمة تنظيم الدولة.
واعتبرت ساندرز أن «ارتفاع العنف في عفرين السورية قد يشتت الجهود الدولية لهزيمة داعش بشكل دائم»، وفق قولها.
وتحاول إيران من خلال وسائل الإعلام، أن توجه ناحية أن العملية تستهدف الأكراد في سوريا بوجه عام، فذكرت صحيفة «روزنامة إيران» (صحيفة إيران) الرسمية أخبار العملية للقُرَّاء، تحت عنوان «تركيا تبدأ عملياتها ضد أكراد سوريا».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، معلقًا على العملية: «إيران تؤكّد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام سيادتها، وتجنب الأزمات الإنسانية، وحماية سلامة المدنيين والسوريين الأبرياء».
وسارعت ألمانيا، بتصريحاتها منذ بدء العملية، والتي قال فيها نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، راينر بريول، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة.
وقال بريول: «ننتظر ونأمل من تركيا أن تتحلى بضبط النفس من الناحية السياسية والعسكرية، كما فعلت ذلك حتى اليوم».